
إســــــــــــــــــــــــحــــــــقــــــــــوا الــــــــــــــــــعـــــــــــــــــــــــــــار
الخميس، 1 ديسمبر 2011
الطريق إلى إينال 2

الثلاثاء، 29 نوفمبر 2011
الطريق إلى إينال 1

الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011
إنتهاء صلاحية الإستبداد
يبدوا أن هؤلاء القمعيين فوجئوا بالشعب الذي تعرض لهم هذه الأيام كأنه ليس الشعب الذي عرفوه وامتطوه واحتقروه واستعبدوه دون أن يقول شيئا منذ قرون .
أنا لا استغرب أن لا يفهم الاستبداديون النار التي كانت تحترق تحت رماد الشعوب منذ عقود لأنها مجموعة من الساديين تعودوا ان ينظروا للخارج فقط ، للقوة التي شكوا ـ فقط ـ انها قد تهدد عروشهم ظنوا انهم يحكمون الغطاء على الشعب ،
فمنذ اليوم الأول للثورة التونسية ونحن نرى أكبر كم من الاستغراب الممكن على عيون بن علي وعلى عيون أعوانه كأنها تقول : هل هؤلاء هم الأشخاص الذين يستقبلونني دائما بيافطات كبيرة ـ إلى الأمام يا قائد المسيرة المظفر ـ ،
في مصر لا يخفى على الجميع كيف هي نظرات جميع عناصر النظام ، فالرعب والاستغراب مقروء على عيونهم بشكل واضح رغم لغتهم الشديدة والمهددة أحيانا ـ مما يوضح المرض السادي المعضل الذي لم يتخلوا عنه حتى في أيامهم الأخيرة ـ إلا ان الواضح أنها ليست عيونهم الاستبدادية المعروفة والتي تأمر دون كلام ، الواضح أن خططهم ارتبكت وانعكس ذالك على مجازر الجمعة الأولى بواسطة الشرطة ومجازر الأربعاء والخميس بواسطة اللصوص الهمجيين الذين يعكسون المستوى الحقيقي لمن أرسلهم ، الذي لا يفهمه هؤلاء هو أن من يقارعونهم الآن بإحدى أكثر الوسائل إزعاجا ـ الاحتجاجات السلمية ـ ليس الشعب الذي عرفوه ، ليس الشعب الذي يخاف التهديد أو التحايل أو المكر ، مطالبهم واضحة ، لا يريدون تغيير الحكومة ولا التزامات أخرى ولا مسرحيات سخيفة ، لأن هذا الشعب خرج بعد أن فهم حق الفهم من يثور ضده ، عرف أساليبه وإجرامه وطرقه وخوفه على عكس الإستبداديين الذين لم " يفهموا " ولم يعرفوا بعد من هو هذا الشعب الذي ثار ضدهم ، لذالك توقعوا الكثير من التخبط في الأيام القليلة القادمة قبل أن "يفهم" أن الصلاحية قد انتهت ولا يمكن تمديدها من جديد .
الشعوب على ما يبدو تقوم كالصاعق حين تحدد أنها قد أكتفت وحين تخرج تكون صلاحية الاستبداد قد انتهت ، وحين تنتهي تلك الصلاحية لا يمكن تغييرها إلا بالفهم والاستفادة من الوقت وحزم الأمتعة والبحث عن مكان يرعى الاستبداد .
الاثنين، 21 نوفمبر 2011
كابوس المشير ثلاثي الابعاد
الأحد، 13 نوفمبر 2011
شيء لم أفهمه بعد
كان الخبر اليوم واضحا جدا ، أن قوات علي عبد الله صالح أغتالت 5 نساء كانوا حاضرات في جمعات الكرامة اليمنية التي أبهرت العالم بسلميتها ـ رغم ماعليه اليمن من إنتشار الأسلحة ـ نعم لقد كان الخبر واضحا والصورة أوضح ، مالم يكن واضحا لي والذي لم أتقبله يوما هو ردود بعضنا الباردة بخصوص الناس التي تذبح وتقتل شر قتلة ،
كانت تلك الردود مؤلمة حتما وتحوي بعض التشفي المقيت ـ أجزم أنه ليس مقصودا ـ ، كان رد السيدة التي تستغل المقعد الأمامي من سيارة التاكسي على النحو التالي " لماذا أصلا ذهبو إلى ذالك المكان ، ماكانت تجب عليهم صلاة الجمعة أصلا " ،
طبعا أنا من الذين يصابون بإرتفاع ضغط الدم حين يسمع تعليقات كهذه وكنت أخشى من توقف القلب إن فضلت تجاهل هذا الرد ، فتساءلت " هناك 5 نساء قتلوا وأنت لم تلاحظي إلا أنه لاتجب عليهم صلاة الجمعة ؟ لم تلاحظي أنهم الآن جثث ومن الأولى طلب المغفرة لهم ؟" ، ويبدوا أني كنت في بؤرة مؤيدي هذا الضرب من الردود فتلقيت لكمات الكلمات عن يميني وعن شمالي وأتضح لي فيما أتضح من تفسيرات أن القضية فقهية في بعض نواحيها وأنني أستهين بالفقه وأني من شباب هذا العصر المضيعين والضائعين ـ حسب رأيهم ـ ،
كل ذالك كان فيما كان شيخ وقور " يبدو عليه أثر السفر " عن جانبي يوجه لي لكمة أخرى ،
" هيه أنت ، ألا تعرف أن هؤلاء من من خوارج آخر الزمان وأنهم يلقون بأيديهم إلى التهلكة في خروجهم على ـ نظام ولي الأمر ـ ؟ " ،
" ماهذا ؟" حدثت نفسي ، هل فعلا أنا مستغفل إلى هذا الحد ؟ لماذا ظننت أن هذا النوع من الأفكار قد إختفى إلى غير رجعة ؟
من أسوء مافي التاكسي عندنا ، هو أنه يرغمك على طريقة الباص في تجمع الناس من مختلف الأماكن وذالك مايرغمك على الإطلاع على أشياء غريبة جدا في المجتمع ، بعد ملاحظة الشيخ الوقور فضلت أن أصاب بستكة قلبية على أن أرد ،
يعني ماذا سأقول له ؟ هل سأقول " أن هؤلاء متظاهرين سلميين ، وأن هذا من حقهم وأنهم شعب ويريد أن يحكم نفسه بنفسه " ، فغالبا سيسفه كل ما سأقول ثم بنظرة حزينة سيستعيذ من ـ آخر الزمان ، ومن خوارج آخر الزمان ـ
الغريب هو حالة اللامبالاة التي يتميزون بها عند رؤية الدماء التي تسيل ، يريدون أن لا يصدقوا وحتى حين يصدقون يركزون ،
لست اختصاصيا في علوم النفس لكني على يقين أن هذا غير طبيعي بكل تأكيد ، لايمكن أن يكون هناك هذا المستوى من عدم المبالاة بالدماء التي تراق كل يوم ، لاشك أن هناك تفسيرات أخرى ،
شخصيا بدأ هناك تفسير يتبلور لدي وهو تفسير مخيف ومرعب بحد ذاته ، فالجميع تعاطف مع الشعب المصري ضد نظامه وتعاطف مع الشعب التونسي ، ثم مع الشعب الليبي بداية قبل أن تتدخل قوات الناتو ، فهناك بدأ منعطف خطير في تفسير مايحصل لدى الكثيرين ، وبدأوا بقياس كل مايحصل في العالم العربي على أساس ذالك التفسير ، التفسير يظن " أن هناك مؤامرة على العالم العربي وأن هذه الشعوب يتم التحكم عليها من بعد عن طريق شيء كالريمونت كونترول ، وانها أستهدفت أكثر القادة الذين كانوا يدافعون عن حياض العرب ـ القذافي مثلا ـ ، رغم أن الغالب الأعظم كان ينظر للقذافي كمجنون ، لكن نفس الغالب الأعظم تحول لديه ذالك الظن ـ من مجنون إلى مقاوم ـ ، وفجأة إتضح لهم سيناريو عظيم لإضعاف العرب ولتحطيمهم أكثر " .
حدثني حلاق ذات يوم " العرب أغبياء ، سمحوا لهؤلاء " النصارى" بخداعهم ، كان من قبل اسامة بن لادن يدافع عنهم ومات ولم يبقى إلا القذافي ، وهاهم خدعوا العملاء الليبيين بالثورة ضده ، كي لايبقى من يدافع عن العرب " ، ـ حقيقة ـ لست أفهم ماداموا عملاء فلماذا لايؤمرون بدل أن يخدعوا ،، هناك تراكمات من الأفكار الغريبة والمتناقضة والمضحكة أحيانا ، طبعا لم أحدثكم عن كونه ـ أي الحلاق ـ معجب بكلمات القذافي " زنقة زنقة ، بيت بيت ، شبر شبر " .
هذه لم تكن المرة الأولى التي يتعاطف فيها فئة منا مع الجلاد وتحتقر الضحية ، فالجميع يعرف كيف وقفوا بالآلاف ومئات الآلاف مع إجتياح العراق للكويت التي لا أحدثكم عن البطش الذي تعرض له الكويتيين حينها ، وكأنهم عندنا يستحقون الموت وكل أنواع التعذيب والقهر ، هل يعني هذا أن حاستنا الإنسانية ـ منعدمة ، أو ناقصة ، أو هذا شيء لم أفهمه بعد .
الخميس، 20 أكتوبر 2011
زيارة للمستقبل
تاريخ حرب اللا عنف في موريتانيا
منذ إنشاء الدولة ظل المواطن الموريتاني مغيبا ومبعدا عن المشاركة والإسهام في بناء التصورات الخاصة بالوطن ، مغيبا على جميع الأصعدة والمستويات ـ أحيانا ممنوعا من إختيار مايمكن أن يقول ـ رغم تفاوت ردات الفعل التي تعرض لها من قبل الأنظمة حسب معطياتهم الزمنية فحين كانت المعطيات تسمح بالسلخ والإغتيالات ـ مثلا ـ وجد الشعب الموريتاني نصيبه من السلخ والإغتيالات ووجد نصيبه من ردات الفعل المناسبة للزمن الديمقراطي ـ المزعوم ـ ، حين قام النظام العسكري في أواخر الثمانينات والتسعينات بالزج بمئات من قادة الراي في السجون في إستنساخ إبداعي لديمقراطية بمقاييس أخرى ، وبعد الإنقلاب الذي كادت بعض الأوساط المتفائلة أن تسميه " ثورة " ـ حين منحنا العسكر الديمقراطية والكثير من الأحلام حول المستقبل الزاهر لوطننا ورغد العيش المنتظر قبل أن يأخذوا منحتهم ـ شهد الكثير من الإزعاج العنيف لقادة الرأي ، فهذا ولد خطري الذي يطلق سراحه الآن بعد 3 سنوات من السجن في تهمة يبدو أنها لاتصمد أمام تحقيق بسيط ـ مثلا ـ .
في كل فترة من هذه الفترات كانت المجموعات المعارضة تتميز بميزات خاصة : كالعمل السري ، أو المعارضة السياسية التي تساق للصناديق ـ ظنا منها أن صناديق العسكر قد تحدث تغييرا ـ أو معارضة فالخارج يحدوها الأمل أحيانا ويخبو أملها أحيانا وقد يصل الأمر للمعارضة المسلحة كما فعلت مجموعة " فرسان التغيير " ، في حين ظل خيار " حرب اللاعنف " شبه غائب ،
ربما طبق مرات ولمطالب محدودة نذكر منها على سبيل المثال : إضراب عمال ميفرما الذين تعرضوا لإطلاق النار وسقط منهم شهداء لكنهم تمكنوا من التأثير في قرارات النظام حينها وتم تأميم ميفرما .
ماهي حرب اللاعنف ؟
اليوم في حركة 25 فبراير ـ كإطلالة منا على المستقبل حيث نرى موريتانيا دولة مؤسسات تحمي مواطنيها وأفرادها وتهتم بصغائر مشاكلهم ويشعر معها المواطن بفخر الإنتماء ويقينا منا أن الحرية والديمقراطية والرفاهية إن منحت من أحد فمن السهل على مانحها أن يأخذها لذالك فالسبيل الوحيد لتأمينها هو أخذها بقوة الشعب وليس الشخص أو الأشخاص ذوو القوة الذين منحوها ، بينما حين يأخذها الشعب بنفسه سيعرف كيف يؤمنها وسيكون هو صمام أمانها .
فاليوم كخيار آخر ( ليس النضال المتأني الذي يقبل بالجزئيات ويحاول تغيير الأوضاع عن طريق صناديق الإقتراع ـ التي صممت أصلا ليحكم الرئيس السابق أو من تسانده ويقف خلفه قادة المؤسسة العسكرية ذوو الميول السياسي ـ ، وليس النضال العنيف الذي يصب في مصلحة النظام لقوة وسائله والذي يصب في خلق المشاكل في الوطن والذي يعتبر من الوسائل غير المتحضرة وغير الإنسانية ،أو الإنقلاب الذي يعيد مسلسلا مقيتا من تبادل الكراسي والمصالح وتجديد الدماء في دولة الطغيان والنهب ) تحاول الحركة إعادة صقل نموذج جديد لمناصبة النظام العسكري ذي الصبغة الديكتاتورية ومدعي الديمقراطية بما صار يعرف بـ " حرب اللاعنف " .
وحرب للاعنف هي من إختراع المناضل الهندي الكبير " غاندي " لكنها بعد ذالك إتخذت الكثير من الأشكال وتطورت تطورات هائلة وقامت بإنجازات رائعة بالإضافة لمردودها السلمي على الوطن حيث لاتفتح مجالا للحروب او التدمير الداخلي بل تسد الطريق دون ذالك وإنما تحتاج فقط إلى نشطاء مقتنعين وذوو شجاعة تصل ـ أحيانا ـ لأن يتخذو من أنفسهم دروعا بشرية تارة أو صدورا عارية للرصاص أو نظرات متحدية للبطش الأمني أثناء التنكيل والقمع دون أن يتوقفوا عند أي حد أو تحت أي ظرف لأن الرفض والعصيان اللاعنفي الذي يتسمون به ليس له حدود ، مما يسبب الإحراج للنظام خصوصا إذا كان يباهي بحرية الرأي ـ أحيانا ـ .
" حرب للا عنف " لاتقوم على وسائل لاعنفية مثالية بإعتبارها ضد العنف إذ لجأت مدرسة اللا عنف على مدار عقود إلى إثبات أنها ضد العنف ، لكنها تطورت مع الممارسة لتؤكد أنها أيضا ضد الوسائل السلمية الدستورية ، فوسائلها ليست عنيفة مثل الحرب العسكرية ، كما أنها ليست ذات الوسائل الدستورية ، وبذالك يواجه المصطلح أولئك الذين لايرون حلا سوى العنف ، وأولئك الذين لايرون حلا سوى الحل السلمي الدستوري ، *
فحركات للاعنف تستفيد من خلال شنها الحرب على الأنظمة المستبدة بوسائل لا عنيفة متنوعة وبأسلحة مجهولة من قبل الأنظمة المتعودة على العنف والقمع ، فساحة اللاعنف وميدانه هي نقاط ضعف الأنظمة ومن هنا تبدو الحركات من الناحية النظرية وكأنها تمتلك الأفضلية وهي تخوض الحرب في ساحتها، وبلا شك سيحاول النظام فرض أسلوبه أيضا من حيث محاولة جر الحركات غلى ميدانه العنيف .
المستقبل ، الحاضر ، الماضي ، بدون أخذ المبادرة
إن غياب الصراع في مجتمع تنتشر فيه شتى أنواع المشاكل والأخطاء الممكنة وسكوت ذوو الحق عن حقوقهم هو جريمة في حق الوطن وفي حق أجيال لم تولد بعد ، وإستمرار تطوير ثقافة الخنوع والإستسلام للأمر الواقع لايفيد قضايا الناس ولايؤمن لهم حياة كريمة وفي المقابل يقوي الأنظمة ويقوي لديها دوافع الظلم والإستبداد والنهب الممنهج وتطوير ثقافتها الديكتاتورية ونشرها في المجتمع ، فلا يمكن إعتبار السكوت والخنوع والإستسلام فضيلة بأي حال من الأحوال .
وحين قررنا الخضوع والإستسلام في العقود الماضية لم أجد أن مشكلة تم حلها ولم أجد خروجا متوقعا من عنق الزجاجة وبعد عقود من الآن إن لم نفكر في نزع ثياب الإستسلام والتسليم وإنتظار فرج إعجازي فأظننا أيضا بعد عقود سنكون في حالة أسوء ،
ويكفينا إستقراء بسيط للماضي والحاضر لنفهم مايمكن أن يكون في المستقبل إن قررنا الإستسلام ، ففي الماضي كانت الحالة المعيشية أحسن من حيث بساطة المعيشة في حين حصل تقدم بسيط جدا في البنى التحتية على مدى عقود حتى صار أحدهم يفتخر بكهربة المدن في القرن الواحد والعشرين ، وفي الستينات والسبعينات ومنتصف الثمانينات كان نهب المال العام ضئيلا جدا في حين شهد فترته الذهبية في المنتصف الأخير من الثمانينات والتسعينات وأستمر في تطوير أساليبه حتى صار النهب يتم بطرق إحترافية ذكية وشديدة التعقيد ، وفي الجانب الحقوقي تمت مجازر للزنوج وكادت أن تتكرر هذه الأيام كما تم تجريم العبودية على الورق دون أن تكون هناك إجراءات جادة فعلا لإتمام ذالك المشروع أو لوضع الحد لمخلفاته ،
في عقود الدولة الأولى وحتى وسط الثمانينات كانت لاتزال لدينا ترسانة أخلاقية تحمينا من العار ورثناها عن الأجداد من قديم الزمان ، كانت السرقة والكذب والنفاق وما شابهها من الرذائل عارا يندى له الجبين ويتخفى صاحبه من أعين الناس ، ومع مرور الزمن قامت الأنظمة للا أخلاقية بإستنساخ تلك الأخلاق وتلك المبادئ وتمييعها بما يسمح لهم نهب الوطن وإضعاف المنظومة الأخلاقية للشعب ، حتى أنتشر في الثقافة الإجتماعية أمثلة من قبيل " افلان مشتمر " لأنه سارق وناهب للمال العام ، و " نافق كانك توافق " .
في المقابل لو كنا أخذنا المبادرة بأيدينا كان يمكننا أن نكون الآن إحدى أعظم الإقتصاديات الإفريقية بمواردنا الطبيعية ولوضع حد للنهب ولو فهمت الأنظمة الحاكمة أنهم مجرد مستأجرين لتنظيم وتطوير البلد مقابل أجر مالي وبضع صفحات من التاريخ ـ قد تكون عليه ـ وليسوا مالكين للبلد كما توقعوا جميعا ـ وكما لم يثبت لهم أحد العكس ـ ، كان يمكننا أن نضع كل عمل في بلدنا وفق أسس سليمة إنطلاقا من الصحة والتعليم والبنى التحتية وحرية الإنسان وكرمته ، لكننا قررنا الإستسلام وتطورت الأمور بهذه الطريقة ،
لو قررنا الإستمرار في الإستسلام الآن واستمر الأمر على ماهو عليه ففي أحسن الأحوال بعد عقود سيكون إقتصادنا الهش ـ الآن ـ قد إنتهى وربما تكون مواردنا قد نضبت وحروب أهلية قد حصلت ونسيجنا الإجتماعي قد أوشك على التحطم أو تحطم ، ربما تكون هناك دولة أشباح في حين سيكون أبناء قادة النظام الآن يملكون عمارات في أوروبا وتأمين صحي وإجتماعي ومسابح ومنتجعات من أموالنا ،
وربما سيصل التردي الأخلاقي لمستوى الدياثة وربما اسوء .
ماذا لو أتخذنا المبادرة ؟
ولو أتخذنا المبادرة من الآن ربما سنتدارك بلدا منهكا لكنه بلد قائم سيفهم فيه الحاكم المستقبلي والنظام القادم أنه تحت طائلة الشعب وانه مستأجر وليس مالكا ومكلف وليس مشرفا حينها سيكون للوطنية إحترامها وللمال العام إحترامه ولمشاعر الشعب وماله العام إحترامه ولمطالب الشعب إحترامها ،
وبالتالي لن تكون هناك دكاكين تضامن ـ ممنوحة ـ لأن الشعب يريد تخفيض الأسعار ودعمها ، لن تكون هناك إملاءات من الخارج لأن هناك إملاءات جادة وفعالة من الداخل ، ولن تكون هناك خطة عبثية لتخطيط الأحياء العشوائية لأن الشعب يريد مناطق قابلة للعيش تتوفر فيها مستشفيات ومدارس ، لن يكون هناك ظلم لأن الشعب يريد العدل ، ولن تكون هناك إرادة متسلطة فوقية تفعل ماتريد ـ ببساطة ـ لأن الشعب يريد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كتاب حرب اللاعنف ص 49 ـ إصدار أكاديمية التغيير ـ
الأربعاء، 19 أكتوبر 2011
ساعة عبد الله 4
في طرف الشارع وفي المكان المعتاد للعب اللعبة الشهيرة والتقليدية جدا " ظامت " كان موضوع النقاش ملفتا للإنتباه ومستغربا من الجميع ، مضحكة جدا بالنسبة لعبد الله ، حين يحضر السالم يصمت الجميع بينما يحاول عبد الله جاهدا منع نفسه من الضحك ،
ـ أي غباء تتميز به ؟ إبتعد عن مكاني أيها الموبوء ـ خاطبه السالم ـ فيما كان يتجاوز خطوات وهو يكيل الشتائم ، نظر قليلا ثم غادر ، فيما تسائل أحد الحضور
ـ لاتبدوا لديه رغبة في هزيمة اليوم ...
بقهقهة عميقة كأنها تتجاوز المعهود تحدث عبد الله : يفضل إكمال مسجده ... ، ضحك الجميع فيما كان عبد الله يعيد القصة التي كررها مرات :
ـ كدت أموت من المفاجئة حين سمعت صوتا كصوت السالم وهو يلقي موعظة داخل المسجد " أن من قدم شيئا لله لم ينسه الله في حالة العوز والحاجة لله "،،، حين صاح به أحد الحضور وهو يظهر المفاجئة " أنت صاحب المسجد الأبيض الذي سقط سقفه العام الماضي ؟ هل اصبت حينها ؟ ، كان السالم يقطع موعظته ليجيب ، نعم أنا صاحب ذالك المسجد ، قضيت شهرا في المستشفى ومن الله علي بالشفاء لكن المسجد أغلق حين لم يجد إمدادات مالية حين سقط سقفه ،
يجيب الحاضر : ماكان على جماعة المسلمين ان تترك المسجد دون إعادة ترميم ،
يرد السالم : بني مسجد في الجانب القصي من الحي ووجدوا فيه عزاءهم ، ونسي الجميع أمر المسجد .
يجيب الحاضر : مهما يكن فإني أطالب جميع من هنا أن يساعد باي شيء لإعادة ترميم هذا البيت الذي هو من بيوت الله ، بعد أن نزع ورقة من رزمة 5000 اوقية : هذه مساعدتي للمسجد ، وفقكم الله في سعيكم فيما كان الجميع يزدحم في إتجاه السالم .
إتضح لعبد الله أن الموعظة قد أنتهت لكنها كانت المرة الأولى التي يكتشف فيها أين كان يأخذ السالم عطلته الأسبوعية ، لكن الغريب ـ يخبرهم عبد الله ـ أن السالم أدى دور الواعظ بإبداع شديد ، وأدي دور الخجول حين هب الناس لمساعدته بإبداع شديد ، وكانت مسرحيتهم هي الأروع من حيث الأداء .
الأربعاء، 10 أغسطس 2011
ساعة عبد الله 3
إنه الغوث الشاب الخجول الذي كان يعمل على عربة مياه دون أن يتكلم ، لايتكلم ابدا يخاطب من يقابله بابتسامة وصوت خجول منخفض من النوع الذي لاتسمعه لكنك تحسه ، إنه يعمل ثم يعمل ثم يعمل فقط .
هو الطائر الكبير الآن في عش مباركة بعد رحيل الأب لكنه يستعد هو الآخر للرحيل ،
عاد إلى البيت بعد ذات يوم عمل منهك ـ كالعادة ـ لكنه تكلم بآهة مسموعة هذه المرة وأعاد التعليق بشكل واضح " انا متعب ، احس بدوار شديد ، " أستلقى على حصيرة البلاستيك تحت دهشة مباركة التي كانت تصلي وتستجدي أن لاتكون لعنة الاسهال قد حلت عليه ، لم يرد بعد تقليبه ، لم يفق إلا داخل المستشفى إنه يرحل هذه المرة بعد صرف دخل العائلة لأسبوع أخذ سلفة مجمعة من الجيران ، من أجل اجرة النقل ووصفة دواء وسرير معزول ، الأطباء يرفضون الإقتراب منه لأنهم في فترة إنتشار " الإيبولا " ويظنون كل شخص يرد هذه الأيام مصاب بذالك الفيروس اللعين الذي يجعلك مخيفا وتنزف حتى الموت ، الغوث كان فعلا ينزف .
بعد ساعتين من وصوله للمستشفى في غيبوبة أحس بهمس ثقيل على مسامعه كصوت شريط يعرض بطريقة بطيئة لكنه ميز شيئا ما " فقر دم ،،،،،،،،، منذ زمن ليس بالقريب ،،،، لله يجيب العواقب سليمة " ، عاد إلى هدءته .
كل أهل الحي يعرفون ماذا يعني الغوث للأسرة ، بل نايعنيه للجميع فهو الذي يحلب معزاة خيته ، وهو الذي يحاول تلطيف الأجواء بين السالم وعبد الله ، وهو الذي يكابد كل يوم الما صامتا يزداد كل مازاد إصراره على كتمه .
افاق قليلا على كلمات " الحقنة ،،، العشاء ،،،،، هل نام الأطفال ،،،، الطبيب ،،،، ربما غدا " تذكر أول سقوط من التعب منذ سنتين ، حين أحس بما يشبه ضربة شمس فقد الوعي بعدها لدقائق ، تلتها بعض السقطات التي لم يكترث لها ، لكن أسوءها كان يوم سقط من العربة وحين أفاق استمر في البحث عنها لساعات ، ضحك كثيرا وكتم القصة ، افاق قليلا على كلمات " إفتحي الدكان ،،،، أتركي الأطفال عند خيته ،،،،، " ، تنبهت أمباركة لبرودة في رجليه تذكرها برجلي شخص ما في ظرزف مماثلة ، صاحت فجأة في فقدان صارخ لهيبتها العتيقة والصادقة كجارة فاضلة لم ترفع صوتها يوما في وجه أحد ، لكن لاشك أنهم يتفهون .
الجمعة، 5 أغسطس 2011
الديكاتوتورية في حفل تنكري
الديكتاتورية الآن ترقص في حفل تنكري ،، لمن لم يعرفها فهي ترتدي رداءا يجمع الديمقراطية والرأسمالية والإشتراكية ، تتحدث دائما عن أجواء الحرية التي يعشها الجميع ،
فحين تحدث زميلك في الباص عن رمي إبنك خارج المستشفى بسبب عدم دفع المستحقات فأنت حر في بلد الحرية ،
وحين يتحدث بعض النواب في قاعة مغلقة لـ4 ساعات دون أن يغير ذالك في شئ فأنت في بلد ديمقراطي ،
وحين تبيع الحكومة وسط العاصمة بكامله لرجال الأعمال ـ الموالين ـ فهي رأسمالية ـ ،
وحين تصم الآذان بالحديث عن الطبقات المحرومة وكيف قامت بالمشاريع ـ والمشاريع هنا أيضا في حفل تنكري ـ من أجل تحسين واقعها فهي إشتراكية ،
أنا مقتنع أن الكثير سيميزها فكل ماقامت به من تغيير لايبدو لائقا عليها كثيرا رغم أن لها خبرة في التخفي ،، لكن إن كنت لم تميزها فخذ بعض الأفكار التي قد تفيدك في تمييزها ، :
1 ـ تتحدث الدكتاتورية بفطرتها النرجسية عن الرئيس ،، الذي كان قائدا للمسيرة في الحفلة الماضية ، وفي الحفلة التي سبقتها كان بإسم الزعيم ، لذالك توقع 15 خبرا رئيسيا في نشرة الأخبار في وسائل الإعلام الرسمية عن الرئيس وما فعله الرئيس وماسيفعله الرئيس وما قد يفعله الرئيس وما فُعٍل من أجل الرئيس وماسيفعل من أجل الرئيس ، وما دشن الرئيس وما دُشِن في زمن الرئيس وما سيدشن أو قد يدشن في تحت رعاية الرئيس ، هذا في الحالة العادية ، اما في حالة الزيارات الرئاسية فويل لك من نشرات الأخبار إن كنت تكره الإطناب .
2 ـ كل من يعارض الرئيس فهو مفسد ومدعوم من جهات خارجية لكي يلعب بمصالح الشعب التي لن تتحقق إلا في ظل قيادته ،
3 ـ كل من يتظاهر فهو مجموعة من المرتزقة الذين لاهم لهم سوى إثارة البلبلة والمشاكل وسيتعامل الأمن معهم بقسوة شديدة لأن هذا مايستحقون ،
4 ـ إن كنت لا تؤمن بالعمل السياسي فأنت مدعو للإستفادة من الجو الديمقراطي الجميل وستهدى لك أغنية "الحياة حلوة بس نفهمها " وحين لاتفهم مايعنيه فهم الحياة ، وتنخرط في الإتجاه الذي ينم عن عدم الفهم فأنت تحت طائلة البند الثاني .
الأربعاء، 27 يوليو 2011
اغنية منمي القرون الحجرية
أغنية جميلة سمعتها ذات سفر عبر الزمن من راع يبكي معزاتين في العصور الحجرية ، تقول الأغنية :
" هل تسمعون صوت الطيور في أزقة الغابة ؟
إني أسمعها بشكل واضح ، أسكتن
فصوت الهواء يعطيها صوتا كصوت الآلهة
أريد ان اسمع جيدا ماتقول لزميلتها عن صقر السهول الجائر
هاهي تخبرني أنكما ستموتان ،
يا إلهي أنتما ميتتين ؟
ستميتانني كل يوم مرتين ،
وستقفزان على أحلامي
أنتن كل حياتي أنتن أيامي
أنتن الماضي والحاضر ،
سأغني عليكن بكل حروف سفحنا العظيم
أو بهمهمة سكان الوادي المجاور ،
فهمهتهم جميلة كرقص الزهور المفترسة
سأودعكن يا حبيباتي لأن الشتاء قادم
ولأني سأطبق كهفي علي وأنتظر موت الشتاء البطيء
ولأني سأعد وجبة رائعة من أوراق عشب الكهف
تلك التي تشعرني بالنعاس ، أنا الآن نائم
أنا الآن نائم "
آه كم هي مؤثرة تلك الأغنية كنت متسرعا كي أحصد صورة من هذا المشهد الرهيب قبل أن تأخذني الموجة الضوئية إلى القرن الواحد والعشرين ، لكن المفاجأة كانت كبيرة حين أنتهى وقع الوميض الضوئي عن تأثيره الكامل على بصري لأكتشف أن الموجة الضوئية قد خطفت معي معزاتي الراعي المسكين ووضعتهما على ناصيتي شارع مأهول بالحركة في عاصمتنا النظيفة التى تصلح لأن تكون " اللوجو " المميز لموريتانيا الجديدة ،
الصداع الآن زال والرؤية أتضحت وتأكدت انهما جيفتين فعلا على ناصية الطريق العام في مقاطعة توجنين وأنتظر الآن من يفهمني أننا لسنا في إحدى أسوء القرون الحجرية ؟؟ ! ।
الجمعة، 24 يونيو 2011
لم تقنعني بعد !
لأني أريد أن أقنع نفسي أنك تحاول بكل ما تقوله إقناعي ، أجيبك بكل صراحة : لم تقنعني بعد يا سيدي .
حين تحاول إقناعي بوجود إصلاحات اقتصادية ، فأنظر فلا أرى إلا نهب الثروات ـ أخيرا الثروة السمكية ـ وبيع الممتلكات العامة وإحداث قعر كبير في وسط العاصمة ببيع كل الساحات الحيوية ـ من بلوكات التي يفترض أن تكون رئة لوسط العاصمة إلى مقر الموسيقى العسكرية ـ فستحتاج ابتكار أسلوب جديد غير أساليبك القديمة التي عرفها البشر لتقنعني .
وحين تحاول إقناعي أن عزيز " رئيس الفقراء" وأنهم إحدى أهم أولوياته فعليك أولا أن تقنع فاطمة التي زاحمت كثيرا ـ لساعتين ـ بالأمس أمام دكاكين "التضامن" لتخرج بقطع بالية وصغيرة من السمك بتخفيض 30 % وهو نقص يوصل فقط للثمن الطبيعي ـ بسبب غلاء الأسعار ـ فإذا فشلت في إقناع فاطمة ـ فصدقني ـ لن تقنع عائشة و أمباركة و كمبه ،
اللواتي يقمن بإعتصامات دورية لبعض الليالي أمام القصر الرئاسي ، ومشكلتهن أنهن لم يجدن مأوى يبتن فيه ، أنهن رفقة الآلاف من المرحلين أو الذين جرفت منازلهم ـ دون الالتحاق بمستوى المرحلين الذين وجدوا قطع ارض جرداء ـ يبتون في العراء ويلتحفون السماء ، وأن الآلاف من الأطفال لم يلتحقوا بمدارسهم لهذا العام ولا يرجون التحاقا في العام القادم ، حين تقنعهم أن كل ذالك خطة ـ مرسومة ـ لإنقاذهم من مجموعة " أرواح شريرة" تقيم في أحيائهم أو أنها أحياء مسكونة ومن الأحسن أن يسكنوا في العراء في تلك الحياة البدائية التي عاش فيها الإنسان في العصور الحجرية ـ فقد تقنعني ـ .
حين تحاول إقناعي أن قطاع الصحة جيد ، فستحاول إقناع دكتور ما في قسم الأمراض الباطنية بالمستشفى الوطني أن يقوم باختبار تخطيط القلب عن طريق الجس ـ مثلا ـ مع العلم أن أجهزة تخطيط القلب تباع في شوارع دكار ،
أو عليك إقناع السيدة آمنة التي تقيم في المستشفى من رمضان الماضي لأنها تستبدل ضماداتها كل يومين لكي تفرح لساعات قليلة بنزيفها ـ لأنه الوحيد الذي يخفف آلامها ـ ، هذه السيدة ـ سيدي ـ تكفلت الدولة بعلاجها في المغرب ، قامت بتجهيز كل شيء لها من تذكرة وإجراءات رفع وغطاء مالي جامد قدره مائة ألف ـ اكتشفت آمنة المسكينة ـ أن مائة ألف تكفي لشراء وصفة واحدة أو فحص واحد فقط ،
عليك إقناع الفتاة ذات 16 ربيعا الموجودة الآن في مستشفى الشيخ زايد منذ 5 أيام عاجزة عن دفع ثمن فحص الدم ،
وعليك إقناع آلاف الأطباء الذين يعيشون حالة مادية ومعنوية مزرية ،
كما عليك إقناع المواطنين في الداخل ـ في أي مكان منه ـ اللذين لا يجدون حلا سوى التنقل لأنواكشوط حتى يصيروا في ـ رتبة ـ " آمنة " و" الفتاة " .
أما عن الإصلاحات السياسية وعن جو الديمقراطية فسأفرد لك صفحة " وورد " أخرى ، صدقني ـ أيضا ـ على الصعيد السياسي لم تقنعني .
الخميس، 16 يونيو 2011
ساعة عبد الله २
بدأ عبد الله يحدق في تلك الذبابة التي بدأت تظهر بعض النشاط الموحي بأنه صباح جديد داخل دكان بائعة الخضار ، من حسن حظه أن السالم يأخذ يومين كعطلة عن السب فقط لأنه يخرج قبل الفجر كي يلتحق بصديق قديم في مكان ما ......
المسح العرضي للحي يشعرك بدخول عالم من الحياة الباردة ، وشظايا مشاعر ملبدة بالهموم تحاول الخروج من عنق ضيق لكنها لا تجد طريقا لأن سيول المشاكل والآهات تحاصرها ،
أم التوائم ـ رغم ذالك ـ تخرج منها كلمة " وني " كلما قابلت أي شخص مهما كان ، رغم كل شيء مؤلم في حياتها ، رغم أنها تعرف تماما أنها ستطعم أيتامها العشرة اليوم لأنها بائعة خضار مثقلة بالديون ،
طار الطائر الأول عن عشها الصغير حين قرر القدر أخذ زوجها ذات إسهال بسيط تعامل معه برعونة لأنه لم يجد طبيبا ليقول له "كفى" ، هناك طائر صغير آخر يستعد للطيران .......
اليوم يحدثها عبد الله داخل الدكان وهو يسوم بعض الطماطم بعد أن تعب من رمي الذباب بأطراف أصابعه ، "الرئيس سيزورنا اليوم" تجيب بصوت ضعيف متواصل وسريع " الرئيس أطال الله بقاءه طيب ، المشكلة فقط فيمن هم تحته ،،، يكذبون عليه بشأننا " ، لمس جبينه وهو ينظر بطريقة غير مفهمومة إلى قطعة اليقطين الكبيرة " ما أنا متأكد منه أن هناك شخصا ما يكذب على شخص ما ،،، لكن في الأخير نحن هم الضحية ."
عاد الجو إلى هدوءه من جديد وتعود عبد الله على حركة الذباب ، يجب عليه الإستعداد ، لاشك أنه سيصيح اليوم كثيرا " عاش الرئيس " لكي لايذهب الرئيس بإنطباع سيء عن الحي ، لا الجيمع سيصيحون " عاش الرئيس " " لامشاكل عندنا سيادة الرئيس في حكمك العمري الطاهر ، أنت الشعب والشعب أنت ، أنت القائد الملهم " ثم بعد كل شيء سيفكر الجميع في ذالك الحي بصوت مرتفع ليصلوا أخيرا ـ بصوت مرتفع ـ إلى أن من هم تحت الرئيس يكذبون عليه بشأنهم ، أو أن هناك شخص ما يكذب على شخص ما لكنهم هم الضحية ،