الخميس، 16 يونيو 2011

ساعة عبد الله २

بدأ عبد الله يحدق في تلك الذبابة التي بدأت تظهر بعض النشاط الموحي بأنه صباح جديد داخل دكان بائعة الخضار ، من حسن حظه أن السالم يأخذ يومين كعطلة عن السب فقط لأنه يخرج قبل الفجر كي يلتحق بصديق قديم في مكان ما ......

المسح العرضي للحي يشعرك بدخول عالم من الحياة الباردة ، وشظايا مشاعر ملبدة بالهموم تحاول الخروج من عنق ضيق لكنها لا تجد طريقا لأن سيول المشاكل والآهات تحاصرها ،

أم التوائم ـ رغم ذالك ـ تخرج منها كلمة " وني " كلما قابلت أي شخص مهما كان ، رغم كل شيء مؤلم في حياتها ، رغم أنها تعرف تماما أنها ستطعم أيتامها العشرة اليوم لأنها بائعة خضار مثقلة بالديون ،

طار الطائر الأول عن عشها الصغير حين قرر القدر أخذ زوجها ذات إسهال بسيط تعامل معه برعونة لأنه لم يجد طبيبا ليقول له "كفى" ، هناك طائر صغير آخر يستعد للطيران .......

اليوم يحدثها عبد الله داخل الدكان وهو يسوم بعض الطماطم بعد أن تعب من رمي الذباب بأطراف أصابعه ، "الرئيس سيزورنا اليوم" تجيب بصوت ضعيف متواصل وسريع " الرئيس أطال الله بقاءه طيب ، المشكلة فقط فيمن هم تحته ،،، يكذبون عليه بشأننا " ، لمس جبينه وهو ينظر بطريقة غير مفهمومة إلى قطعة اليقطين الكبيرة " ما أنا متأكد منه أن هناك شخصا ما يكذب على شخص ما ،،، لكن في الأخير نحن هم الضحية ."

عاد الجو إلى هدوءه من جديد وتعود عبد الله على حركة الذباب ، يجب عليه الإستعداد ، لاشك أنه سيصيح اليوم كثيرا " عاش الرئيس " لكي لايذهب الرئيس بإنطباع سيء عن الحي ، لا الجيمع سيصيحون " عاش الرئيس " " لامشاكل عندنا سيادة الرئيس في حكمك العمري الطاهر ، أنت الشعب والشعب أنت ، أنت القائد الملهم " ثم بعد كل شيء سيفكر الجميع في ذالك الحي بصوت مرتفع ليصلوا أخيرا ـ بصوت مرتفع ـ إلى أن من هم تحت الرئيس يكذبون عليه بشأنهم ، أو أن هناك شخص ما يكذب على شخص ما لكنهم هم الضحية ،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق