الاثنين، 18 نوفمبر 2013

طوباوية !



لدينا تعريفات طوباوية للفوضى والخروج عن القانون تكاد تلامس في بعض جوانبها متلازمة التعاطف مع الجلاد،
بالنسبة للكثيرين إقتحام المقرات التي تحمل رمزية ما هو فوضى وخروج عن القانون، في حين أظن أن الفوضى والخروج الحقيقي عن القانون  هو تجويع الناس ورفع الأسعار الغذائية ونهب ثروات ومقدرات البلد ، الجريمة الحقيقية هو في الوقوف دون إيجاد حل للمشاكل الاثنية ، والخروج عن القانون هو تحطيم أحياء كاملة من الصفيح فوق مواطنيها دون تقديم بديل لها ،
الجرم الحقيقي هو غلاء المحروقات الذي جعل التنقل داخل العاصمة أمرا شيه مستحيل ، والخروج عن القانون الحقيقي هو في انهيار التعليم في مؤسساته ومناهجه وانعدام الصحة ،
الاجرام الحقيقي هو الصمت في ظل هذا الواقع والقبول به ، والخروج عن القانون هو خداع الناس وتضليلهم بتنظيم انتخابات صورية خالية حيثياتها من أي ديمقراطية .

في ظل هذا الواقع أعتبر أن اقتحام المقرات وتعطيل سير الادارة والعصيان المدني يتجاوز عن كونه ليس خروجا عن القانون وليس فوضى إلى كونه فضيلة وتجسد أخلاقا مقاومة للظلم . 

الجمعة، 8 نوفمبر 2013

حملة: هذا من يمثلني/ بقلم الشيخ عبد الله ولد مولاي



خطاب افتتاح حملة الشهيد: يعقوب ولد دحود
من عالم الشهادة أناديكم..
أخاطب فيكم روح الشباب التي يغتالها هذا النظام كل دقيقة..
أطل عليكم في هذه الليلة التي يتصاغر فيها كل أمل أملتموه..
كل حلم رسمتوه..
في غد أفضل، وعيش كريم، ونظام محترم..
أعلم أنه مع كل دقيقة يغتال هذا النظام أحلام كل شاب في هذا الوطن، ويدفعه لحرق نفسه..
أدرك أن جشع رجالات القبائل وجنرالات الورق للنفوذ والمال أعماهم عن مطالب الشباب المشروعة، فطفقوا في سباق مجنون لكسب ود النظام، ومباركة انتخاباته الهزيلة التي لا تسمن ولا تغني من جوع..
أدرك أن انتهازيي السياسة بدأوا يخلعون مسوح القداسة الزائفة على هذا الفخ الذي طالما أوقعوا فيه المواطن..
لكنني أطل عليكم الليلة معولا على صدقكم، روحكم المتطلعة للأفضل، قدرتكم على رفض الباطل كما فعلت أنا منذ ثلاث سنين..
أراهن عليكم، وأترشح لكم لعلمي أن كل الطراطير الانتخابية لا تملأ أعينكم، ولا ترضي طموحاتكم نحو الكرامة والعزة..
أراهن على وعيكم، وتحليكم بالمسئولية لعدم مباركة هذه المهزلة الانتخابية الفجة، والقاتلة للديمقراطية..
أعرف قدرتكم على مواجهتها بعزم واحترام وثقة حتى إفشالها..
أنا مرشحكم الأمثل، لأني خبرت معاناتكم من البطالة..
خبرت معاناتكم من التجهيل..
خبرت معاناتكم من التفقير والتهميش..
وأعلم ما يشب في نفوسكم من لهب، وعزم متقد على مقارعة الظلم والدكتاتورية والرداءة.
أنا مرشحكم الأمثل لأنني مت من أجل قضاياكم العادلة.
فهل ستصوتون لي 
أؤمن بكم..
المجد للشعب

سأصوت للشهيد لمين مانغان//je vote pour el'chehid lamin mangan



حملة : هذا يمثلني 



لأنني عرفت السياسة والسياسيين عن قرب متوسط ولامست أغلب اطروحاتهم وخبرت تفسيراتهم الرخوية لقاعدتهم الرئيسية "فن الممكن"، فأجدني مرورا بكل ذلك أعاف الاختيار بينهم في انتخابات برلمانية وبلدية كان ديدنها ومازال أن يفوز الحزب الذي ينشئه العسكر بالأغلبية الساحقة التي تسمح له بتمرير كل الاتفاقيات المضرة - جذريا- باقتصاد البلد ومقدراته، فيما توضع فيه أصوات معارضة ضئيلة لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تغير من الواقع شيئا - داخليا أو خارجيا - وإنما وضعت كرتوش مساعدة في تلبيس الدكتاتورية الجوهرية لهذا النظام وإلباسها بثوب ديمقراطي لمجموعة أسباب -لم تقنعني شخصيا-.
هذا الحزب -الفائز بالضرورة - مكون من كائنات فضائية إذا ما تعلق الأمر باهتمامهم بحقوق المواطنين وتمثيلهم في منبر الشعب لأن ولاءهم - ولا ألومهم- للجهة التي ضمنت وتضمن لهم النجاح والعبور إلى مبنى البرلمان كل مرة - طبعا لا أقصد بتلك الجهة الشعب - ليحظوا بامتيازات تزداد رقعتها زمنيا مع تناقص امتيازات المواطن الأصلية البسيطة من ماء وكهرباء وصحة وتعليم .

لأجل ما سبق أجدني زاهدا في التعبير عن صوتي في انتخابات لا يمثل فيها صوتي أو أي صوت لأي مواطن تأثيرا، لأن أوراق البرامج الانتخابية التي يكتبها ذوو الخيال الخصب في وصف أرض الميعاد مل الناس قراءتها والاستماع إلى الشروح والشروخ اللفظية التي تصاحبها .... كل ذلك لم يحدث تغييرا ولن يحدثه .

لأجل ما سبق قررت أن يمثلني في أي انتخابات تنظم في بلدي في ظل حكم العسكر أحد ضحاياه ، نعم أريد أن ارفع عقيرتي باسمه وأن أوقع هذه الورقة بإعطائي صوتي له بكامل تركيزي ووعيي .
لأجل ما سبق قررت أن أصوت للشهيد لمين مانغان الشاب ذي 19 عاما الذي لقي حتفه في مدينة مقامة اثر استخدام الدرك للقوة المميتة مع مجموعة من المتظاهرين من أبناء بلدي ضد احصاء ذي طابع عنصري، كانوا مجموعة فتيان ذووا مطالب بسيطة ينشطون في مجال المطالبة بالمساواة بين جميع الموريتانيين فقرر دركي يعي جيدا أن نظام الحكم سيحميه لو قام بأي حماقة أن يداعب سلاحه القاتل ويضغط على الزناد ، رصاصة ثقبت أفئدة عائلة الفتى حتى اليوم لأن جلاده لا زال مفلتا من أصابع العدالة المشلولة في موريتانيا إلا عن الضعفاء الذين تعرف كيف تبطش بهم  .
أي بلد أوجد فيه ؟!
وأي عدالة تلك التي يقيس مقاسها خياط البذلة العسكرية؟!
وأي ديمقراطية تلك التي نعرف عن يقين أي كائنات فضائية سيحرزون الفوز فيها بأغلبية ساحقة ؟!

ألعن تلك العدالة ، ولا تمثلني تلك الانتخابات ولا ما ستفرزه ، وهذا النظام العسكري ديمقراطيته المسخرة لا تمثلني،  أنت أيها الشهيد الذي كُتمت أنفاسه ذات مساء في مقامة، حين كان دركي يلعب بسلاحه القاتل مع شعب أعزل يتظاهر من أجل حقوقه، أنت هو من تمثلني ـ لذلك سأصوت لك ـ .