الثلاثاء، 22 مايو 2012

بائعة الليل ـ قصة قصيرة ـ

--> -->

-->
في الليلة التي صادفت طلوع البدر في ابهى حلله كانت تتعثر في الطريق الضيق مأسورة بسحر النور الخفيف النادر عائدة إلى البيت بعد منتصف الليل بقليل تسابقها الأحلام بليلة أخرى إلى حيث العش اللطيف الذي أعدته قبل عشرين سنة بعد زواجها بعام واحد في الجنوب الشرقي من مدينة كيفه حيث الأغلبية هناك أناس فقراء جدا .......... 
تعود كل ليلة مثقلة بالتعب رفقة العائدات القليلة لتجارتها التي اختارت لها مكانين في وقتين مختلفين ، اختارتهما بذكاء فطري تتمتع به دون الحاجة لسابق تعليم اختارت المكان الأول قبل من الخامسة والنصف حتى الثامنة مساءا في كنف أحد الدكاكين يملكها أحد الطيبين في السوق المركزي للمدينة الذي يغلق أبوابه بالكامل مع تمام الثامنة لكنه مركز رهيب لتجمع العشرات أثناء ساعات العصر والمغرب ، مارة ، تجار ، عمال ومنمون يعودون إلى المناطق الريفية الساحرة المحاذية للمدينة كل هؤلاء يحتاجون الكسكس ورذاذ الدقيق المعد بالطريقة الدقيقة والمسمى محليا "باسي" يتفقد الزبون المعتاد "اطول عمرو" حزمة الكسكس التي أعتاد اقتناءها ـ ثمن مائة أوقية ـ قبل دقائق من نقل الجماعة المعتادة إلى إحدى القرى القريبة ، يملك 505 بيجو زرقاء ـ بالمناسبة ـ .
بعد اكتمال المغرب وموت الشفق تحمل "إنجيها" ما تبقى من بضاعتها في إنائها الكبير إلى المستشفى حيث هناك ينتظرها زبناء آخرون يستعملون غالبا مادة العيش ويأخذون ما تبقى من البضاعة الأخرى ، هي غالبا تعود بإناء فاض وجيب ليس بالمملوء كثيرا ، ليس مملوءا إطلاقا ، يحوي ألفا أو ألفان وقد تزيد قليلا مع المزيد من الحظ .
في طريق العودة تقوم بعمليات حساب لما ستصرف فيه أموال الليل غدا ، هكذا تفعل كل مرة "500 حق الغداء ، 500 حق الدقيق ، 300 حق ـ لحجاب ـ ، 200 حق الفحم ، 500 حق الادخار  " ، هذا هو حسابها منذ شهرين ، منذ أصيب ابنها "علوه" ذي العشرين ربيعا بالحنون وتحول من شخص عامل وطموح ذي أفكار غريبة حول إمكانية الغنى الفاحش إلى شخص ثرثار مثبت خشية بطشه يصدر اصواتا مخيفة تجمع بين كل مكونات الطبيعة وأبطالها من الحيوانات المفترسة ، الطيور ، النعم ، وأحيانا يحاكي الأذان أو يغني ، كل ذالك يعني ـ فقط ـ أنه لم يعد ذالك الشخص المنهمك في العمل وصاحب الأفكار الغريبة حول التحول من الفقر إلى الثراء .
بعد سقوط "علوه" في أتون الجنون سقطت معه 300 أوقية ثمينة من المصروف اليومي للعائلة ، هناك "حجاب " وصل خبره بالتواتر لبائعة الليل وأشترط الـ 300 كحد أدنى للتعامل مع المجنون ، لم تكن لتمانع لأن معتقداتها تقول أن الحجاب يسأل والناس تعطي ـ دون جدال أو مماكسة ـ ، خشية على مستقبل المريض .
في إحدى جوانب الغرفة الثانية يقبع الراقص الذي تعلم أساليب الرقص الغربي وصار مساهما فعالا في إحدى عصابات المدينة التي تهتم بتقليد الحياة الغربية سواء في الحلاقة أو اللبس أو حتى الكلمات الفرنسية الركيكة التي يتبادلونها ، "سيداتي" هو الابن الثاني المسمى على عمه الذي لا يعرف عنه أحد خبرا يقينا إلا في قصص الأب الذي حدثهم عن بعض المغامرات التي انتشلته من عالمهم ونقلته إلى مكان ما من إفريقيا الأعماق وأنتهى خبره إلى اليوم .
تتوزع الغرفتان إلى عدة مناطق نفوذ داخل الأسرة بمعدل منطقة لكل واحد من الأولاد العشرة ، البنت الوحيدة التي حظيت بها بنت ودودة تحاول المساعدة قدر الإمكان لكنها مشغولة في الدراسة تشاركها تجارتها المسائية وأحيانا تحل محلها في مزاولة الطبخ ، تفعل أفضل ما بوسعها .
قبل العشرين عاما الماضية كانت بائعة الليلة تعيش في كنف العائلة قريبة العهد بفك قيد العبودية التي عانى منها أجدادها لقرون خلت رغم كل ذالك لم تحقد على أحد ولا تهتم بشيء أكثر من تربية أبنائها وإيصالهم ما وصلت إليه يوم زواجها ، لم تقطع رابطتها بالعائلة الجميلة التي تحتضن أسعد ذكرياتها في واحات العصابة عاشت ضمن عائلة معروفة بالاهتمام بالنخيل بأجر زهيد ومحصول نخلة لكل سنة ، أبوها أحد الأشخاص الثقة المستشارين في الواحة لدماثة خلقه وسداد رأيه وعاشت صداقات عديدة بقيت كذكريات تحتفظ بها حتى اليوم .
يستيقظ الجميع قبل الفجر بساعات تحت وطأة صياح "علوة" وتوعده لأشخاص وهميين بقتلهم وإنزال الأهوال بهم .
سيكون يوما حافلا بالنسبة لبائعة الليل ، في خيلاء يتجول "سيداتي" في أركان البيت باحثا عن مثبت الشعر الخاص به وقميصه البراق المزركش الذي ثبتت عليه صورة مغني البوب "مايكل جاكسون" فيما تصلي "إنجيها" الضحى قبل البدء في إعداد الغداء و الكسكس ورذاذ الدقيق "باسي" و"العيش" ، اربعة وجبات قبل المساء ، على أكناف دكان التاجر الطيب تقابل مغازلين على حياء بالطريقة البدوية التي لا تبين شيئا من فحوى الغزل غير أنه حديث بلا موضوع ولا سبب ، " اطول عمرو " أعتاد مغازلتها بتلك الطريقة البريئة التي تشعرها شيئا ما بأنوثة لعبت عليها عوامل العمر والوحدة بعد ثلاث سنين من وفاة الزوج المسكين ،
لديها مغازلين أيضا قرب المستشفى فغالبا ما يغازلها بنفس الطريقة الغامضة ـــ كلام في غير محله وبدون أسباب ـــ مالك العربة الذي يزود بالمياه بعض المنازل في الحي ، الكثير من الزبناء يشترون بصمت وأغلب المغازلين لا يشترون  يريدون تمضية بعض الوقت في الحديث فقط ، غير أن أحد المغازلين اليوم كانت لدية أغراض أخرى فبعد منتصف الليل بدقائق تحسست مكان الأموال تحت رداء القماش الرمادي البالي الذي تفترشه لتعثر فقط على 500 أوقية .
في الليلة التي صادفت طلوع البدر في ابهى حلله كانت تتعثر في الطريق الضيق مأسورة بسحر النور الخفيف النادر عائدة إلى البيت بعد منتصف الليل بقليل تسابقها الأحلام بليلة أخرى إلى حيث العش اللطيف الذي أعدته قبل عشرين سنة بعد زواجها بعام واحد في الجنوب الشرقي من مدينة كيفه حيث الأغلبية هناك أناس فقراء جدا ، لم تعد تدري الحساب وكيف سيمضي الغد لقد حفظت طريقة حساب واحدة فقط وهي كيفية تقسيم 2000 على تفاصيل اليوم أو لا توزع شيئا في الأصل هكذا تعودت دائما ، من الضروري 300 للحجاب ,وإلا لن يشفى "علوة" ، من الضروري 500 للدقيق وإلا لن تبيع شيئا في الغد ، من الضروري أن تصرف 500 في غداء الغد وإلا ستطاردها 10 معدات جائعة لا تعرف الأعذار ، يبدو أنها في ظل هذه الحيرة لن تنفق هذه الـ 500 وستضيفها إلى الادخار فذالك أرحم من التفكير في كيفية صرفها .
قبل ساعات الفجر كان "علوة" غاضبا كعادته ويتعهد جميع الشخصيات الوهمية في رأسه وكان وقت الاستيقاظ قد حان ، قامت "بائعة الليل" متثاقلة إلى الحمام الغير مسقف ثم عادت إلى عادتها القديمة وهي الوضوء من ماء القدر الذي يشبه الثلج ،  كانت العتمة تخالط كل الأشياء ناثرة الغموض الذي يسبق صباح المدينة الهادئة ، أطرقت حينا ثم حدثت نفسها :   
ـ "لاشيء مهم سآخذ من مدخراتي ".

الأحد، 20 مايو 2012

تعليمنا 2



في عدة خطب للجنرال ضرب أخماسا بأسداس و أدعى أن مشاكل موريتانيا تتمحور في متعلميها ودكاترتها وأدبائها وشعرائها ، أظن أن الأنظمة المتلاحقة كانت تتعامل مع التعليم بنفس النظرة رغم نسبة الذكاء التي فاقت ذكاء الجنرال في كتم ذالك .
كانت خطة "إصلاح" التعليم إحدى الخطوات القاتلة والعبثية الغير مدروسة التي توضح طريقة اتخاذ العسكر للقرارات الارتجالية ، رأى البعض حينها ـ وهو تفسير منطقي لدرجة كبيرة ـ  في ذالك "الإصلاح" خطوة سياسية كان فأر التجارب فيها هو التعليم ومستقبل الأجيال القادمة ، نعم لقد كانت خطوة من الواضح أنها لم تصحب بدراسة جادة لأن المعلمين حينها كانوا قد قضوا قرابة 3 عقود يدرسون ويدرسون باللغة العربية وصار الجيل المتفرنس أو المزدوج قاب قوسين أو أدنى من الاختفاء بشكل كامل فلم يبقى إلا القليل الذي لا يكفي تغطية عشر مدارس .
لدي أخت صغيرة تدعى "أروى" حضرت ذات مرة للمدرسة مع والدتها ، احدى المعلمات كانت تريد التعريف بالوالدة فأخبرتهم بحماس زائد هذه " ma mere d’arwa "  ، هذه المعلمة كان تلاميذ السنة الرابعة ينتظرون منها تدريسهم ـ العلوم مثلا ـ باللغة الفرنسية  عدة حالات مثل هذه الحالات لازالت تتكرر من أخطاء المعلمين الذين أدخل برنامج تعليم بلغة أخرى غريبة عنهم ولم يتكونوا يوما عليها و ينتظر منهم إيصال المنهج الدراسي الكامل وتحويله إلى عقول هشة لازالت في طور البناء ، بمثل هذه الطرق يتعاملون مع التعليم، لذالك بإمكانك الآن أن تختار عشوائيا أي طفل في أي مدرسة للدولة ستجد مستوياته ضعيفة في كل المجالات سواء في اللغة العربية أو الفرنسية ـ أصيبوا بمحنة الغراب الذي حاول تعلم مشية إحدى أنواع الطيور فلم يتعلمها والكارثة أنه نسي مشيته ـ ، هذا باختصار هو ما حل بتعليمنا ـ فأر تجارب الأنظمة العسكرية ـ

قبل ايام أخبرني أحدهم أن هناك استاذا في إحدى ثانويات عرفات يدرس التاريخ ينتظر منك أن تملأ ورقتك فقط ـ مهما كان ما تكتبه فارغا ـ ، ذالك بالفعل ما يقدمه التلاميذ له من إجابات فقد ترى أحدهم يجيب بفرائض الوضوء ويسهب بالحديث عنهم على سؤال عن عصبة الأمم ـ ، إن كانت الورقة مملوءة مهما كتبت سيكرمك هذا الأستاذ بنقاط مرتفعة ،

يقول الشاعر التقي ولد الشيخ :
و من تأمل في التعليم معتبرا  ++ في المشهد التربوي السائد العادي 
يرى المعلم في واد وصــــــــبيته  ++  في واد آخــــــــر و الاعـــــــــــــــداد في واد  
 .
هذا هو تعليمنا .... إلى تدوينة أخرى في نفس الموضوع .

الثلاثاء، 15 مايو 2012

العميل 00 "أم الفضائح"



يمكننا بأريحية أن نسمي هذا الشهر بشهر الفضائح الكبيرة التي تعكس الصورة الحقيقية للعصابة الحاكمة في موريتانيا ، كونها عصابة لا وطنية وتمارس كل أساليب العصابات من الابتزاز إلى التزوير ـ فضيحة الصفقات ـ ، كان أبطال تلك الفضائح أشخاص من علية العصابة والمحسوبين بشكل كبير على الجنرال ، من بينهم وزير الدولة ولد باهية الذي كشفت لجنة الصفقات صفقتين تمتا بالتراضي وهو نفسه من أجازهما ، :
الصفقة الأولى تهم توريد أوراق الإجابة وحدد لها أكثر من 200 مليون أوقية،
أما الصفقة  الثانية فتهم توريد الوقود اللازم ليوم الامتحان وحدد لها 15 مليون أو قية.
من بين الفضائح فضيحة مدير ديوان الرئيس إسلك ولد إزيدبيه الذي كشف بعض الطلاب تحريضهم بالرشوة على التخلي عن نقابتهم وبمبالغ مغرية .

أم الفضائح هو شريط الفيديو الذي نشره موقع الأخبار إينفو عن العميل في الاستخبارات الموريتانية الذي وضع ملفه طي الكتمان وترك في عالم المجهول يتلقى حتفه دون أي تؤثر أو اهتمام من الجهات المعنية فيما يعيد للذاكرة قصة الدركي المختطف اعل ولد المختار الذي كان سيظل طي الكتمان هو الآخر لو لم يكن الجميع على علم به وتم إثارة قضيته في وسائل الإعلام وتكونت مبادرة مطالبة بالسعي في إطلاق سراحه وقد تم ذالك بعد أشهر مديدة من اعتقاله عانت والدته المسكينة الأمرين و تم اللعب على أعصابها مرارا من قبل قادة الدرك ، إيهامها مرة بإطلاقه و تكذيب الخبر ، كل ذالك كان يقوم به أحد القياديين هناك فقط ردا على وقفة يمكن أن تحصل مطالبة برده إليها سالما دون مراعاة لمشاعر الأم المسكينة .

أم الفضائح اليوم هي قصة ذالك العميل المسكين الذي آمن ذات يوم أن له وطن يفديه بروحه فأرتمى في أحضان الجنرال محمد ولد مكت ، الذي أحاله إلى الرائد أحبيبي ولد الدلول ، قام العميل بعدة أنشطة في خدمة موريتانيا وقدم عدة معلومات هامة قبل اكتشافه من قبل القاعدة التي صورت فيديو التحقيق معه آخذة تفاصيل الخدمات التي قدمها لبلد ـ دون مقابل الحماية المتوجبة على المسؤولين عنه ـ قبل أن تعمد إلى قتله ـ حسب الأخبار ـ ،  


تابع الفيديو

حالة مؤسفة تلك التي يعيشها كل من يخدم هذا البلد ، لأنه قبل السقوط لا يخدم إلا عصابة من الجنرالات ذوو الكروش المنتفخة والعقليات المتحجرة والنفسيات المريضة ، وبعد السقوط لن يجد من يحميه أو يسهر من أجل تخليصه ،، سيدير أولئك العجائز المغفلون وجهوهم الكريهة بعض الدماء التي لم تمتص بعد .

الاثنين، 14 مايو 2012

تعليمنا ! 1






كم كنت سعيدا في أول أيامي في المدرسة ـ نعم لازلت أذكر الفضول الذي ميز عالمي حينها وأنا أكتشف المدرسة و الأصدقاء الجدد والمعلمين والساحة التي كنت أقرأ في الصيف الذي سبق ذالك كلمات في كتاب المقرر أنها ساحة نظيفة ، وحكاية العلم الذي يرفع كل يوم وددت حينها لو شاهدته يرفع ولو لمرة واحدة لأنني حفظت الصورة وحفظت الكلمات وعقلي الصغير حينها كان يظنها أشياء مسلية لكنها لم تحصل يوما ، كانت الساحة التي قرأت عنها في مقرر السنة الثانية ابتدائية ـ أنها نظيفة ـ أقرب ما تكون إلى سلة المهملات ، وفي نفس المقررات كانت تؤكد لنا أن ان الكذب خطير وأن الولد الطيب صدوق ونظيف لأن ساحة مدرسته نظيفة كذالك ، إنها الصدمة التي نمت معي بمغالطاتها الطريفة كون المقرر الذي يرغبنا في الصدق يكذب علينا في الصفحة الموجودة في المقلوب ، رغم ذالك كنت سعيدا أيامي الأولى ، واذكر معلمين كان لهم الأثر الواسع والكبير في نفسي فلديهم درجة قبول عملاقة ويعرفون كيف يتكيفون مع عقول الأطفال وكيف يعلمونهم بطريقة مسلية لا تنفرهم من الواجبات والدروس ـ طبعا من بين تلك الدروس أن ساحات المدارس نظيفة ـ وحق لنا حينها أن نغني لؤلئك بملء حناجرنا "قف للمعلم وفيه التبجيلا ،،، كاد المعلم أن يكون رسولا" ،
غير أن الأيام علمتنا أيضا نوعا آخر من المعلمين الكريهين الذين يشعرونك بالغثيان والنعاس أثناء تعاملهم مع المقررات بطريقتهم المعقدة والمتعبة على عقول الأطفال ، إنها تلك الطريقة الجلفة الخارجة من خرم السموم في أوحش مكان متصحر في عقل الإنسان يخرجها المسكين الذي يعاني من كل عقد العالم في عقول أطفال صغار ويطبق عليهم أسوء نزعاته الحيوانية اثناء التأديب ، هنا تعلمت شيئا يدعى السوط وكيف أنه مؤلم ويضرب به الأطفال ،كنت قد قرأت في المقرر أن السوط يعامل به التلميذ الكسول فحاولت باستماتة أن لا أكون كذالك لكن ما فتئت أن كشفت لي كذبة أخرى في المقرر ، فالمعلم يستوي عنده الجميع ويضرب ويصيح بلا توقف فيضع المعضلات في كل شيء يدرسه ويلوم الجميع في عدم الفهم ويرميهم بالشتائم يمينا وشمالا كما اشتهت له نفسه ، لا يكون هكذا دائما لكن لو زاد الملح في غدائه فويل للأطفال من غباء يطالهم جميعا وضربا منهم في كل بنان ، لو تأخر الراتب يوما أو يومين فجميع التلاميذ أغبياء ساعتها ولو زادت درجات الحرارة في الهاجرة فويل لهم ، كانت أطول سنة منيت بها في حياتي رغم أنها لم تكن سنة دراسية كاملة ـ كانت فقط 5 أشهر ـ وكم كانت فرحتنا عظيمة حين عرفنا أن نقل إلى جحيم آخر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه سلسلة تدوينات أبدؤها بهذه المقدمة البسيطة ـ انتظروا البقية ـ وراسلوني على البريد medabdou150@gmail.com   لإيفائي بملاحظاتكم ومعلوماتكم والشكر للجميع ـ أرجو أن لا تبخلوا علي بملاحظاتكم ـ ـ