الثلاثاء، 11 أغسطس 2015

فصول لا تنتهي من عنجهية الجنرال والمقربين منه

لم تنطلي الخديعة البينة الزيف التي فبركتها الآلة الإعلامية (المتخلفة) للنظام العسكري حول حادثة رصاصة الجنرال والتي طلعت في إحدى أسوء الإخراجات في التاريخ لدرجة قد تجعل جوبلز يصيح ما هذا الغباء ؟! وجوبلز هو أحد أهم رواد الخدع والفبركات الإعلامية وتنسب له المقولة الشهيرة "اكذب اكذب حتى يصدقك الناس" ، لم تنطلي تلك القصة التي لم تحترم عقول المواطنين بل فاقت كل مستويات الاحتقار الممكنة لهذا الشعب ، ظلت قصص أكثر منطقية تتوارد بين الناس كان من بينها قصة حول قريبة للجنرال تربطها به علاقة "عاتفية" ولعل تلك العلاقة – حسب الإشاعة – تمددت إلى ما يجعل تلك الفتاة تغضب وتصل مرحلة اليأس ثم تلوح بمسدسها وتطلق رصاصة على الجنرال.

      *** 
قبل حادثة رصاصة الجنرال بأشهر كان الفتى بدر (إبنه) يلهو بين أقرانه ويرفل في المليارات التي نهبها والده من أقوات الناس وصحتهم وتعليمهم، ولعل الفتى كان في حالة شبيهة بالسعار تلك الليلة حين فتح حوارا عنوانه الحب بالإكراه مع فتاة وعشيقها (صديقه) كان الإثنان نديماه في تلك الليلة، طرح بدر بين يدي ذلك الحوار سؤالا ومسدسا وما يكفي من جنون العظمة ثم أطلق رصاصة بشكل مباشر على فتاة حية ربما كانت قبل دقائق من تلك اللحظة التي اخترق البارود أحشاءها تضحك وتشعر بنشوة الصحبة وروعة مرافقة المشاهير وذوي السطوة.

*** 

بائع بقالة  يقابل آلاف المشترين يوميا بجميع أنواعهم وعقدهم ومشاكلهم، لاشك أنه شارك في الكثير من الصراعات بالأيدي والسباب وربما ارتفعت إلى التلويح بالعصا أو بسكين الطبخ بأسباب متنوعة قد يكون من بينها خلاف حول برتقالة منتهية الصلاحية ينتهي ذلك الخلاف بأن يخرج المشتري وهو يتمتم (ذا العالم لاهي يخلى بيه عزة الرزق!!)، نفس البائع يفاجأ ذات يوم برجل مسلح يلوح بمسدسه ولا يكتفي بالتلويح فقط بل يرميه بالرصاص، والمشهور أن السبب كان أن هذا البائع (الوقح) رفض طلبا ما يتعلق ببرتقالة! ، برتقالة؟! نعم برتقالة، هذا الرجل هو قريب أيضا للجنرال وهو مسلح وله رخصة – السكوت عنه- في أن يرمي الناس بالرصاص خصوصا إن كانوا (وقحين) كصاحب البقالة .

***
كنت من المنزعجين كثيرا من تصرف بزرة وكنت استغرب العقوبة القليلة التي صدرت بحقه لكني الآن اسخر من نفسي فقريب الجنرال الحساس جدا تجاه البرتقال لا زال يتجول بنفس المسدس.

قبل أشهر قليلة قامت مجموعة أخرى من المقربين للجنرال بالتهجم على الصحفي حنفي ولد الدهاه واعتدوا عليه بالضرب وبعد تلك الحادثة بفترة قليلة تعرض لحادث إحراق سيارته ويرجح أنه ــ أي الحادث ــ هجوم ليلي من مقربين أيضا من الجنرال، ولا يجهل اليوم أي شخص في موريتانيا مستوى الاحتقار الذي يعامل به الجنرال موظفيه ووزراءه وكل من لديه سطوة عليه.
إذا هو زعيم "عائلة" (بالمعنى المافيوزي) لا يعرفون التعامل الطبيعي مع بني البشر، لا يعرفون معاملة الآخرين باحترام، لا يعرفون الإحساس بمعاناة الآخرين، لا يعرفون إلا ضيق أفقهم الذي يوحي لهم بسهولة سحب الزناد ماداموا في حل من العقاب.