السبت، 31 ديسمبر 2011

إني أتنفس ظلما

أينما سرت لقيت وجها من أوجه الظلم ولست أبالغ هنا ، لأن كل شيء يمكنك أن تبالغ فيه هنا إلا الظلم فمهما حصرت من مشاهد الظلم ستبقى مقصرا ، أظن أكثر شيء دقيق يمكن أن تقوله عن الظلم أننا نعيش الظلم كل لحظة نعانقه نسكن في عالمه ، نتفسه ، تحضرني هنا محاولة لصياغة سيناريو يتكرر للآلاف منا يضع صورة بسيطة لتغلغل الظلم داخل وطننا :
" أستيقظ صباحا على قلق مزمن بما يمكن أن يحصل في بلد التقلبات هذه ، لست مطمئنا لأي شيء فيها حتى أهلي بإمكانهم بيعي لأن الذين يتحكمون فيه تربوا على ذالك الصرح اللا أخلاقي من إبتزاز المشاعر وتفريق الأهل بكل المغريات الممكنة وـ عطاء من لايملك ـ ،
حين أنزل للدكان لشراء الفطور أشتري ورجلي فوق رقبتي رغيفين من خبز كل صباح بسعر يصل 1.6 في المية من متوسط الدخل الشهري للمواطن الموريتاني أي أني سأفقد 48% من دخلي العادي في أرغفة الخبز الصباحية ، سأمشي عريانا أو بأحلاس بالية لأن 52% الباقية بالكاد تكفي نصف الغداء ، سأفكر حينها بأن أرغفة الخبز الصباحية تشكل ظلما في حق دخلي الهزيل لذالك سأترك الفطور إلى غير رجعة وسأعيد الحساب من جديد في كل الحاجات الضرورية التي سأستهلكها ،

ـ كنت أقصد بالدخل في الفقرة أعلاه "كتوسط دخل المواطن الموريتاني وهو تقريبا 40 دولار في الشهر ـ

بعد الفطور الذي أصتطدم بالواقع المر ، سأرتدي ملابس ما أو بملابس التي نمت فيها البارحة سأذهب إن كنت محظوظا إلى عملي الذي حصلت عليه بكل أشكال التحايل وإستعمال القرابة والنميمة والتملق والرشوة ، وسأعيش كل يوم خوفا من أن أفقده لأن المحافظة عليه لاتعني أن أكون كفئا في العمل بل تعني أن أكون كفئا في التملق والتزلف والسير جانب الحائط والسكوت على أنواع الرشوة والفساد وأحيانا يلزمني المشاركة في تلك الأخلاق أو مصيري هو الشارع .

في الشارع سأكون أصارع لكي أبقي حياتي طبيعية أو تتغلب علي فأتركها غير طبيعية ، لكن مهما كانت سأظل :

"أتنفس : ظلما ،
أتوسد: ظلما ،
ألبس : ظلما ،
آكل : ظلما ،
أحب : ظلما ،
أتزوج : ظلما،
أمارس عاداتي الإجتماعية : ظلما ،
وإن سكت سيكون سكوتي : ظلما ،
وسيأتي أبنائي وأحفادي ليعيشو : طلما ، "

ـــــــــــــــــــــــــــــ

معلومات عامة :
1 ـ الموارد الإقتصادية لموريتانيا :
  • اليورانيوم
  • الذهب (صارت موريتانيا ثاني أكبر دولة تصدر الذهب في العالم)
  • النحاس
  • الكوارتز
  • الفوسفات
  • الحديد
  • الأسماك (ثاني أغني شواطئ العالم بالأسماك بعد اليابان)
  • البترول(أحتياطي يقدر بمليار ونصف برميل)
  • الماشية (أبقار وأغنام وإبل وماعز)
  • الزراعة

بعض الخصائص الديموغرافية لبلدان المغرب العربي
البلدانعدد السكان بمليون نسمة (إحصاء 2010)نسبة الولادات في الالفنسبة الوفيات في الالفنسبة التكاثر الطبيعي في الالفنسبة وفيات الاطفال في الالفمعدل امد الحياة(بالسنة)قيمة التنمية البشريةالرتبة عالميا
علم الجزائر الجزائر36.6306243972.60.704107
Flag of Morocco.svg المغرب32.7236173971.10.646126
Flag of Tunisia.svg تونس11.5227152172.90.74991
علم ليبيا ليبيا6.5283251672.40.78361
Flag of Mauritania.svg موريتانيا4.041132812051.90.454154

أرجو ملاحظة نسب الوفيات في الأطفال ومعدل الأعمار والرتبة العالمية في التنمية البشرية .



الخميس، 22 ديسمبر 2011

فعلا أنتم تزينوها

حتى لو كان قصد النظام العسكري ـ فقط أن يستغلكم ـ ويرمي ارواح نور وحرية وتمرد من مداد أقلامكم على جدار تعود أن يلطخه بإستغلاله وتعاليه وعنجهيته ودكتاتوريته ،

أنتم فعلا يا أعزائي تزينون أي بيت تنزلون فيه لكن ايضا لديكم ميزات أخرى ، قد لايفطن لها نظام لايقرأ بل يمثل دور القراءة ، لايعرف أن من مزاياكم عنفوان الحياة ورفض الظلم وتحدي القمع ، لايعرفون أن أقلامكم أخذت الصدق من الفعل الصادق ، أعذروهم .

ختاما لا أجد قولا يناسب وقوفك يا حسين ، ويا أخت لينا ، ويا هشام ، أظن شكرا لاتفي لأن الكلمات ضئيلة والأفعال عظيمة ، ليس فقط رفضكم لتلميع نظام عسكري قمعي ، ولكن لإسهامكم في أجواء الحرية في بلدانكم ... شكرا ، شكرا

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

رسالة من المدونين الموريتانيين لزملائهم العرب






قبل شهرين أعلن عن تنظيم "اللقاء الوطني حول تقنيات التواصل الاجتماعي ",في مدينة "الزويرات "الموريتانية و,الذي كان يهدف المنظمين من خلاله إلى ربط الصلاة بين النشطاء العرب وإخوتهم الموريتانيين لتبادل الخبرات, وكذالك بناء قدرات القيادات الشابة حول تقنيات التواصل الاجتماعي و طرق استخدامها إضافة إلى التحرير و النشر و المونتاج وذلك على يد خبراء متخصصين في المجال من دول شقيقة. .
إلا أن النظام العسكري في موريتانيا قام بمنع تنظيم هذا اللقاء رغم أن الهيئة التي دعت له مرخص لها لدى السلطات الموريتانية ولم يبدى النظام أي تبرير إلا أنه يعترض على مشاركة بعض النشطاء الموريتانيين في هذا الملتقى .
واليوم توجد أخبار عن عزم النظام العسكري في موريتانيا على تنظيم ملتقى شبابي سياسي يحضره بعض نجوم الربيع العربي الشباب من المدونين الذين ثبت نشاطهم على شبكة الانترنت وتفاعلهم السياسي بشكل كبير للإطاحة برؤساء ديكتاتوريين في دول عربية عدة كمصر وتونس وليبيا وربما سوريا واليمن التي لا زالت الثورات تتفاعل فيها."..
ولهذا نوجه رسالة إلى كل المدونين, والنشطاء العرب مفادها أنه عليهم أن لا يشاركوا في هذا النشاط الذي يحاول هذا النظام العسكري القمعي تجميل صورته به ,فهذا النظام وقف ضد الثورات العربية فدعم القذافي حتى بعد سقوطه دعمه باستماتة ودعم بشار وبعث له رئيس وزرائهم ليؤكد وقوفه معه في حربه ضد شعبه .
وهذا النظام يقمع التظاهرات السلمية في موريتانيا فقد قمع مظاهرات حركة 25 فبراير وقتل أحد نشطاء حركة "لاتلمس جنسيتي",ومازال يقمع كل التحركات السلمية ويحرم الموريتانيين من حقهم في التظاهر ,ويضيق على النشطاء الحقوقيين .
وهذا النظام حرم الشعب الموريتاني من تجربته الديمقراطية الوليدة التي أبهرت العالم فقام رأسه بإزاحة أول رئيس مدني منتخب في موريتانيا .
لذالك نرجوا من كل أصحاب الضمائر الحية من" المدونين" و"لنشطاء" العرب عدم المشاركة في هذا الملتقي كي لا يجملوا وجه نظام عسكري قبيح ويشاركوا في قمع شعب مقهور .

الاثنين، 19 ديسمبر 2011

تونس الخضراء ،،، بلا طحالب

"مقال كنت قد كتبته يوم هروب بن أعلي من الشعب التونسي على صفحتي على الفيس بوك http://www.facebook.com/note.php?note_id=147560188630868 أعيد نفض الغبار عنه بمناسبة الذكرى الأولى لكسر القيد التونسي "




لا يوجد يوم فكرت فيه بطريقة عادية دون أن ادخل عليه بعض الأفكار الخيالية ، كنت دائما أحب التوسع في الخيال والتصورات التي تنتشلني من أهم شيء أتابعه أو أعمل عليه ، تخيلت يوما تصورات عن المستقبل العربي مع افتراض أن التقدم أمر واقع ـ كنت فقط أتخيل كيف لو استيقظنا بعد 1000 عام من الثلاجات التي أعدت لنا بعد أن ربحنا اليانصيب الذي يسمح لشخص واحد من العالم كله خاصية التجميد لألف سنة ـ لاشك أنها قصص مثيرة تلك التي حدثت بعدنا كيف لأحفادنا أن يتمكنوا من العودة وتجديد الوعي والتفكير والسيطرة والتقدم من جديد وتوليد عقول تفهم أن كل شيء في أوطاننا هو ملك الشعب وليس منة من الحاكم يشكر عليه إن قام بخدمات ب 1% من أموال الدولة في مصلحة الشعب وتحويل الباقي إلى حساباته ،
صدقوني كثيرا ما أفكر هكذا .
ـ توقعت أن يقوم ثائر بالتضحية بروحه وينزع الأمر بالقوة بعد الكثير من العمليات السرية والتنظيم ثم يعيد أموال الشعب إلى الشعب وقرار الشعب إلى الشعب ـ ثم تابعت ـ لاشك انه موجود ذالك الشخص الذي قد يفعلها لكن المشكلة أن الطحالب ستعيد التفافها بالنظام وبالبركة التي يصدر منها القرار لتوهمهم أن العش أخضر وأن الجميع بخير ، شيئا فشيئا ، يوما فشهرا فعاما فيخلف الرجل ابنه وتزدهر الطحالب وتعود البركة إلى أول صفر حسب به عمر سابقتها ، أكون حينها قد تعبت من متابعة التفكير في هذه الدوامة التي لا حل لها ـ وبطبيعتي لا أحب الطحالب ـ
ـ توقعت أن تحدث أزمة اقتصادية تقضي على كل العرب جوعا ويعود الجميع إلى عصر اكتشاف الرغيف ، تضعف نزوة حب السلطة ، تسقط الأصنام الحاكمة بعد أن يموت الشعب ـ على رأي عادل إمام ـ ، التفكير في هذه كيفية الحلول شيء صعب ويأتي بالكثير من عفن الخيال .
توقعت الكثير لكني لم أتوقع يوما أن يخرج شعب عربي على حاكمه ويخرجه من قصره جهارا نهارا ، لأني أعرف كيف يفكر المواطن العربي ـ أنا مثلا لن أخرج في مظاهرات قد تضرب فيها النيران ـ هل أنا مجنون ؟! أبدا ، هكذا يفكر الجميع ـ هنا ـ لكنني عرفت القصة التي ستحكى علي :

الشعب التونسي يخرج بالمئات للشارع تنديدا بالجوع ، يخرج بالآلاف تنديدا بالألم ، تخرج تونس كلها تنديدا بالملل من النظام من الظلم من التهميش من الدكتاتورية من السرقة والنهب من التجويع ـ تخرج من عبادة الأصنام ـ ثم تعيد صياغة نفسها بنفسها ـ هنا استقلت تونس ـ .
سأحتفظ بمراهنتي على أن يخرج شعب آخر لنفسي ، لكني أراهن أن الطحالب الآن ترتجف .

الأحد، 4 ديسمبر 2011

الطريق إلى إينال 3


لم تكن الطريق الرملية التي سنقطعها للوصول إلى قرية إينال باللطيفة ، طريق بطول 125 كلم على رمال وطرق ثقيلة وغبار ، أثناء الطريق أنقسمت القافلة إلى قسمين ، القسم الأول كان يحوي أهالي الضحايا وقد إختفى نهائيا على طول الطريق ـ يبدو أنه سبقنا ـ أما القسم الثاني فكان يحوي الصحفيين ومجموعات شبابية ،
كان شطرنا من القافلة يتشتت أحيانا ويصاب أحيانا بأعطال ، وعلى مدى ثلاثة ساعات تقريبا وصلنا للقرية التي شهدت تلك الجرائم :

ـ يااه أخيرا بعد 20 عام تمكن أهالي الضحايا من الوصول إلى المكان الذي أعدم فيه أبناءهم في ظروف غريبة وغامضة ، لم يجد عنها أحد إلا مجموعة إشاعات وقصص ،، قصص عن الأسباب ، قصص عن الكفية التي تم بها إعدامهم ، قصص عن دفنهم ، قصص في قصص ، لا شك أن أبناء الضحايا كانوا يعيشون كل مرة رعبا حين يحاولون تصور كيف أعدم آباءهم ، أشعر بقشعريرة كلما تصورت ماكان يفكر فيه هؤلاء وهم أطفال يتلقون قصص الإعدامات والمآسي كما كان يتلقى أي منا قصص الجدات ، نعم فكرت أني كنت أسمع قصص الأرنب والسنجاب أحيانا ، وقصة الأسد والذئب أحيانا الكثير من القصص ، بينما كانوا يسمعون قصة سوداء واحدة تكرر كل ليلة عن كيف ومتى وأين قتل أبوك .

طبعا لم يتفهم من يعطون الأوامر من هناك الحالة الإنسانية الصعبة لأهالي الضحايا ، لم يتركوهم في حالة صفاء ولو لدقيقة واحدة كان التفتيش أيضا بإنتظارنا في إينال ، تفتيش في تفتيش والجو كان هاجرة ـ حوالي الساعة 13 ـ وقرر الجميع أن لا يهدء من الإثارة الشديدة والألم التي أستحوذت على الموجودين ، سيدة تنوح ، شاب عشريني يبكي ، سيدة تسقط مغشيا عليها ، وأخرى قررت التماسك وعكست صبرا وتحملا شديدين وهي ترى المكان الذي دفن فيه أخوها وابن اخيها في ظروف ما ،








السيدة سلمة جياللو التي قتل أخوها وأبن أخيها









بعد ساعات الهاجرة وصرخات الثكالى كنا مجموعات نتناول الشاي والبسكويت والأحاديث الجانبية وأحيانا تفكير عن إقامة إسكتش محاكمة موازية للجناة ، أشياء من هذا القبيل ، ثم بدأ الحضور بتنظيم دعاء جماعي للضحايا ، كان دعاءا مؤثرا وشاملا ومتسامحا وداعيا للحب والصفاء بين جميع المسلمين لم يدعو على الجناة بسوء .

كان في الرحلة أحد الناجين من تلك المجزرة ومؤلف كتاب " جحيم إينال " وهو ـ على مايبدو ـ كان دليلنا لمكان الحفرة التي رمي فيها جميع الضحايا وتركوا دون علامة تحفظ مكانهم ، ويبدو أن هذا المكان بعد أن درس وتحول إلى ملعب كرة قدم ، هنا حدث قصة مضحكة ـ شيئا ما ـ وصلنا أحد الأطفال يداعب كرة وسأل عن مايحصل فأجابوه بوجود موتى تحت أرضية الملعب هنا رعب الولد وفر عائدا بكرته ،
بعد يوم حافل بالمشاعر والدموع والألم والنواح والغبار قررنا العودة بعد أن أدركنا مبتغانا وكسرنا الحصار المفروض على هذه القضية الشائكة التي لم يتحدث عنها أحد بعد كما يجب ، رغم كل ذالك لايزال الكثير من ملفات القضية غامضا ، ولا يزال هناك ضحايا ظلم لم يجدوا العدالة ولاتزال قضيتهم عالقة كغيرها من ضمن الكثير من القضايا العادلة العالقة .


أنتهى .

الخميس، 1 ديسمبر 2011

الطريق إلى إينال 2


كانت لفحات من البرد تلسعني عندما أستيقظت على ظلام دامس وجو موحش ، لم يكن هناك أحد في السيارة خرجت بكسل من السيارة لأكتشف أن هناك ماراتون تفتيش مدبر من قوات الدرك عند الكيلومتر 100 ـ تقريبا ـ كان التفتيش يمر بشكل معقد تفتيش كل قطعة صغيرة في السيارات التي قبلنا ، تفتيش كامل لكل الركاب ، لكل شيء ، يذكرك بتفتيش المطارات حين يكون هناك سابق إنذار بتهديد إرهابي ، الفارق فقط هو أننا لسنا إرهابيين ولسنا في مطار ،
طبعا حادثة التفتيش الماراتوني هذه مدبرة لنا فقط لإعاقتنا ، هذا ما أكدته لي العجوز "بائعة السمك المجفف" ، أكدت أن هذا التفتيش لم يحصل أبدا منذ أن بدأت مهنتها هنا ، الجميع كان يضع حسابا لتلك الإعاقة وكان على علم بطريقتها فهي إما بقوات أمن الطرق وطريقتهم البلطجية أو تمثيل دور التفتيش الطويل ، الباص الأول الذي أفرج عنه حدثني أحد ركابه أنه أوقف عند السادسة ، ويقينا أفرج المفتشون الدركيون عنه عند التاسعة ، أتضح للجميع أن هذه الإعاقة قد لاتنتهي قريبا لكنهم قرروا أن يستمروا في إنتظار دورهم في التفتيش ،
من مجموعة لمجموعة كنت أتنقل في القافلة ، نقاشات جانبية ، حوارات حول مستقبل موريتانيا حسب رؤية المشتركينف ي الحوار ، مجموعة قررت الإستقالة من هموم السياسة والتجاذبات والصراعات لتقرر تناول الشاي في جو صفاء وهناك فعلا قررت أن أجلس ، كانت كؤوس الشاي تداعبها حوارات عن رؤى للوحدة الوطنية تارة إلى قصص مغامرات أو نكت تارة إلى أن أتسبد بنا البرد الشديد وقررت مجموعتي النوم بعد إنتهاء الشاي ، بدأت أبحث عن مجموعة أخرى لأتابع السهرة رفقة أحد الشباب من مجموعة الشاي " الأمجد ولد النون " مصور قناة MBC عثرنا في بحثنا على الصحفي "الربيع ولد إدومو" و"عال" أحد نشطاء الحركة الإنعتاقية ، وكان موضوع النقائ حول تقييم أداء الحركة والتطور في خطابها لكن النقاش لم يطل كثيرا إذا أيقن "آمر مسرحية التفتيش" أن القافلة لم تقع في فخ التخييم وأنها مستعدة للإنتظار في الطابور حتى لو كلف ذالك أياما ، قرر "آمر المسرحية" أن يطلق سراحنا ويعفينا من ذالك التفتيش الذي راح ضحيته عجائز لادخل لهم في المسيرة ، إحداهن كانت تشتكي من داء السكري وإرتفاع الضغط وتركت عائلتها في نواذيبو دون أن يستمع إليها أحد أجابها الدركي بجفاء : عودي إلى سيارتك وأنتظري .
استأنفنا الرحلة من جديد في ساعة متأخرة قرابة 3 صباحا ، أي أنه تم عرقلتنا "بمسرحية التفتيش" 7 ساعات أستغرقها الدرك في تفتيش 3 سيارات يبدوا أن ركابها سيئوا الحظ إذ لا ذنب لهم عدى أنهم كانوا أمامنا في الطابور ، وصلنا منعطف إينال مع بزوغ شمس الإثنين 28
نوفمبر ،،،

عمت فرحة أوساط أسر الضحايا وأبناءهم والمنظمات المشاركة ، أحس الجميع بنشوة النصر ونتيجة الصبر .
كان العائق الوحيد الممكن أمامنا حينها هو أن توقفنا قوات الجيش قبل الوصول إلى "إينال" بعذر أنها منطقة عسكرية معزولة ـ رغم سخافة العذرـ إلا أننا جميعا كنا نتوقعه لأننا ألغينا فكرة أن نتوقع ـ أعذارا ذكية ـ
توقفنا قليلا بإنتظار إلتحاق سيارة "دار السينمائيين" وكانت فرصة لي لأقوم برياضة صباحية توجتها بسباق بيني وأحد الإخوة "الحراطين" وبدأنا بإعداد شاي صباحي لنهدئ به روع البرد الذي يجتاحنا حينها بشدة ، رغم أن الرحلة كانت قاسية منذ صباح الأحد وحتى صباح الإثنين قطعنا فقط لمرحلة واحدة إلا أن ذالك الصباح كان بنكهة الوطن "بكهة موريتانيا الأعماق" فعلا وليس كما يقولها بعضهم ، وكان ذالك كافيا لينسيني أتعاب الأمس والبارحة ، كافيا لأتنفس هواء جزء من هذا الوطن الحبيب لم أتنفسها من قبل .