الاثنين، 14 مايو 2012

تعليمنا ! 1






كم كنت سعيدا في أول أيامي في المدرسة ـ نعم لازلت أذكر الفضول الذي ميز عالمي حينها وأنا أكتشف المدرسة و الأصدقاء الجدد والمعلمين والساحة التي كنت أقرأ في الصيف الذي سبق ذالك كلمات في كتاب المقرر أنها ساحة نظيفة ، وحكاية العلم الذي يرفع كل يوم وددت حينها لو شاهدته يرفع ولو لمرة واحدة لأنني حفظت الصورة وحفظت الكلمات وعقلي الصغير حينها كان يظنها أشياء مسلية لكنها لم تحصل يوما ، كانت الساحة التي قرأت عنها في مقرر السنة الثانية ابتدائية ـ أنها نظيفة ـ أقرب ما تكون إلى سلة المهملات ، وفي نفس المقررات كانت تؤكد لنا أن ان الكذب خطير وأن الولد الطيب صدوق ونظيف لأن ساحة مدرسته نظيفة كذالك ، إنها الصدمة التي نمت معي بمغالطاتها الطريفة كون المقرر الذي يرغبنا في الصدق يكذب علينا في الصفحة الموجودة في المقلوب ، رغم ذالك كنت سعيدا أيامي الأولى ، واذكر معلمين كان لهم الأثر الواسع والكبير في نفسي فلديهم درجة قبول عملاقة ويعرفون كيف يتكيفون مع عقول الأطفال وكيف يعلمونهم بطريقة مسلية لا تنفرهم من الواجبات والدروس ـ طبعا من بين تلك الدروس أن ساحات المدارس نظيفة ـ وحق لنا حينها أن نغني لؤلئك بملء حناجرنا "قف للمعلم وفيه التبجيلا ،،، كاد المعلم أن يكون رسولا" ،
غير أن الأيام علمتنا أيضا نوعا آخر من المعلمين الكريهين الذين يشعرونك بالغثيان والنعاس أثناء تعاملهم مع المقررات بطريقتهم المعقدة والمتعبة على عقول الأطفال ، إنها تلك الطريقة الجلفة الخارجة من خرم السموم في أوحش مكان متصحر في عقل الإنسان يخرجها المسكين الذي يعاني من كل عقد العالم في عقول أطفال صغار ويطبق عليهم أسوء نزعاته الحيوانية اثناء التأديب ، هنا تعلمت شيئا يدعى السوط وكيف أنه مؤلم ويضرب به الأطفال ،كنت قد قرأت في المقرر أن السوط يعامل به التلميذ الكسول فحاولت باستماتة أن لا أكون كذالك لكن ما فتئت أن كشفت لي كذبة أخرى في المقرر ، فالمعلم يستوي عنده الجميع ويضرب ويصيح بلا توقف فيضع المعضلات في كل شيء يدرسه ويلوم الجميع في عدم الفهم ويرميهم بالشتائم يمينا وشمالا كما اشتهت له نفسه ، لا يكون هكذا دائما لكن لو زاد الملح في غدائه فويل للأطفال من غباء يطالهم جميعا وضربا منهم في كل بنان ، لو تأخر الراتب يوما أو يومين فجميع التلاميذ أغبياء ساعتها ولو زادت درجات الحرارة في الهاجرة فويل لهم ، كانت أطول سنة منيت بها في حياتي رغم أنها لم تكن سنة دراسية كاملة ـ كانت فقط 5 أشهر ـ وكم كانت فرحتنا عظيمة حين عرفنا أن نقل إلى جحيم آخر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هذه سلسلة تدوينات أبدؤها بهذه المقدمة البسيطة ـ انتظروا البقية ـ وراسلوني على البريد medabdou150@gmail.com   لإيفائي بملاحظاتكم ومعلوماتكم والشكر للجميع ـ أرجو أن لا تبخلوا علي بملاحظاتكم ـ ـ

هناك 5 تعليقات:

  1. بارك الله فيك
    gOURAYA

    ردحذف
  2. مدونة جميلة جدا ... ولكن هذا حال العرب عندما تركواالعلم ليقضوا وقتهم مع الخمر والنساء ...
    العرب هم اول من سجن اعلماء والمبتكرين رغم ان دينهم يكرم العلم والعلماء

    ردحذف
  3. courage nous attendons la suite!

    ردحذف
  4. تدوينة جميلة وبداية شيقة لذكريات الدراسة ولموضوع التعليم بشكل عام ، وبالفعل جميل ذالك التناقض الصارخ بين مايوجد في المقرر علي جودته ، وحال المدرسة وسلوك الطلاب وبعض المدرسين ، لكنني أحسب أن المقررات الدراسية الأولي (كتاب الشامل مثلا) والنظام التدريسي أفضل بكثير مما هي عليه الآن ، فا الكتب الجديدة ومقاربة الكفايات لم ولن تنجح لإفتقارها للكادر البشري المدرب وللطالب الجيد ، إذأن مستويات أغلب الطلاب متدنية ، وبالتالي لايمكنهم إستخراج المعلومة ، وطريقة الحشو رغم قدمها إلا أنها تبقي الأفضل لطبيتنا المحظرية .
    دامت إبداعاتك ونتظر المزيد

    ردحذف
  5. مدونة جميلة وجادة وتعالج الموضوع الأهم فى حياة كل فرد من أى مجتمع يريد السمو ونرجوا من الله عز وجل لك التوفيق فى كل ما تريد وتصبو إليه وشكرا على إهتمامك بالرأى الآخر.

    ردحذف