السبت، 28 أبريل 2012

بين أصبعين ـ قصة قصيرة ـ



بطبيعتها التنظيمية التي ترتب من خلالها كل الأشياء زمانا ومكانا تغالبها الإشارات تغالبها الإشارات لتصنيف كل شيء ، ومن بين ماتصنف حكاية الأسبوعين كي لا تحصل صدمات مفاجئة في مشاريعها التي ترتبها بشكل مقدس ، تصنف الأسابيع إلى نوعين :
ـ الأسبوع الغير ملفت للانتباه هو أسبوع تشير له بأصابع مبتعدة كمن ينفض شيئا مع تعبير وجه بليغ  التنمر فهي تكره القيادة المطلقة التي تفرضها المعلمة في الأنشطة التي تتطلب مراقبة مباشرة من هيئات التدريس ، فتبدو عليها علامات السخط رغم محاولتها الدائمة التفوق في كل شيء لكنها نادرا ما تصيح في رهج بطريقة غير منتظمة راسمة على وجهها لوحة تغني ناضحة بفرحة القلب ـ كعادتها مع تعبيرات الفرحة و نشوات النصر ـ .
ـ تطلق على الأسبوع التفاعلي الجميل ـ إشارة ـ بقبضة الإبهام والسبابة مشكلة بهما شكل دائريا ليعني ذالك ان الاسبوع سيسير بشكل مثالي لأن بعض الاشياء المسلية التي تجد فيها ذاتها وتطلق العنان لقدراتها التنافسية مبرمجة في مدرستها "الخاصة للصم" نفس الأسبوع، هي تحب دروس الرسم وتلطيخ الصفحات البيضاء بالألوان ولها ذوق رفيع في المزج بينها ، تحب الكثير من الأشياء ذات الطبيعة البصرية وأكثر من كل شيء تحب لعبة شد الحبل التي تجعلها منتشية حين تفوز على خصمها اللدود ـ سبابتين متقاطعين ـ أو ما تقصد به "الخصم" ، وأحيانا يعجبها أن يلعب "الخصم" في فريقها لكنها تخجل من طلب ذالك بشكل مباشر ، ستكون مسرورة أكثر لو كان الطلب صادرا منه، الحقيقة أنها لم تطلبه يوما في فريقها لكنها تهز رأسها بطريقة حماسية وسريعة حين يقترحه أحد أعضاء الفريق ، تغير الإشارة المعبرة عن اسمه الى إبهامين ملتصقين متوازيين حين يكون جزءا من فريقها المنتصر كتعبير عن الصداقة والتحالف بدل السبابتين المتقاطعتين .
وحين تختلس النظرات في الأسابيع المملة اليه توشك أن ترسم إبهامين متوازيين بكل قوة لكنها تستشعر ضغط التصاقهما في قلبها فتوقن أن أجواء المنافسة هناك أكبر وأكثر غرابة ، تطرق فجأة بعد تصادم النظرات لتعود الصورة أوضح فتحدث نفسها "لا يمكن أن أظهر له إلا أننا "سبابتين متقاطعتين "، في إنتظار الأسبوع الآخر .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إهداء إلى كل الصم في موريتانيا وإلى الذين أشرفوا على الأسبوع الوطني للصم ـ كم أنتم رائعون يا أعزائي ـ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق