في أول
انتخابات لرئاسة جمهورية النفس تحار بين كمية الخيارات المغرية التي تهاجمك من كل
جانب وتغريك بما تقدمه لتجعل النفس تابعة لها دون سواها أو بسواها لكن بمستوى أقل
بكثير من مستواها .
المترشح باسم الدين
تتنافس
عدة توجهات تمثل الدين في رئاسة جمهورية النفس ، بعضها يغذي الحماس الذي يسيطر على الجمهوريات الشابة وبعضها يقتحم الروح في جو الربانيات والعشق المعقد وعالم التصوف
و الماورائيات ، بعضها يدعوك لتفجير نفسك كل مرة ثم تود لو أن لك حياة أخرى
فتفجرها مرة أخرى ، سيقنعك بكل النصوص إن لزم الأمر ، وإن رشحته فأنت معمل كيميائيات
سينفجر في أي لحظة لكن العاطفة الجياشة ستجعلك موقنا بالجنة بعد الثانية الأولى
للانفجار فلا خوف عليك بعد ذالك ولا أنت تحزن .
في
الدين مرشحون آخرون قد لا يكونون ذوي حظوة كبيرة في الجمهوريات الشابة ، لأنهم لا يحملون
كمية حماس كبيرة و لا يضمنون الجنة بعد الموت بثانية ، فقط يشاركون الجمهورية ببعض
المشاعر والأحاسيس والعقائد و الرقائق التي تبحث في هدأة الليل عن السكون والسكينة
و تنفق فيها اليد اليمنى ما تجهله أجهزة مخابرات اليد اليسرى ، تأمر بحب الخير
والإخلاص والوفاء و إكمال مكارم الأخلاق و تمشي على الأرض هونا ولا تريد علوا فيها
ولا فسادا ، تضمر أكثر مما تظهر من " الحب والإيمان والصلاح والتقوى والعفاف
والرضا والكفاف والرجاء والإنفاق والصلاة والصوم و الزكاة " .
المترشح باسم المشاعر
الحب
وتنوع المذاقات ، هل تسرف الجمهورية في مدامه وتنحى ذالك المنحى الذي يبحر فيه فقط
من أتقن الإبحار في الخيال وأمتلك تلك الشجاعة ، ليس كل شجاع من يقاتل يمينا ويرد
الضربات شمالا فهناك فسحة كبيرة من الشجاعة للعشاق والمحبين المقتحمين عالم
المخاطر بقلوبهم زمرا في كل عصر منهم صريع ينبئ جنونه بخطورة المساحة التي أقتحم ،
لكنه أيضا يضمر الكثير من المغريات مستحيلة المقاومة ولأن حربها تدور بين العقل
والقلب فإن الأخير غالبا ما ينتصر ، يبشر مرشح الحب بعالم أفضل للجمهورية .
ينطوي
السباق على الكثير من المرشحين والدوائر و أنت من سيحسم الانتخابات
والقرارات :
ـ
أنت من تختار هل ستكون رجلا قبليا يعميك البعد القبلي عن كل شيء سواه ، ترى من
خلال القبيلة ولاشيء سواها .
ـ أنت من سيختار هل ستركب موجة الحرية وتتيه في
عالم لاحدود له ولا معالم ، لا مسؤولية ولا قيود ولا شروط ولا بنود
ـ
أنت من سيختار هل ستعبد الله بقتل الناس وتشريدهم ، أو بغضهم أو إكراههم في الدين
، أم حبهم و محاولة إسعادهم وعبادة الله بما شرع دون أن تجعل الوسطاء بينك معه من
الناس ينظرون إليك ليقولوا "فلان تقي وصالح لا يوجد منه اثنان" .
ـ
أنت من سيختار هل ستهيم في عالم الحب والعشق والسفر البعيد ، حيث أفكارك اليتيمة
التي لا تجد تعزية غير قصائد المجنون وليلى العامرية .
أنت
فقط من ستحدد ما ستكون عليه "جمهورية
نفسك"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق