الثلاثاء، 22 نوفمبر 2011

إنتهاء صلاحية الإستبداد

يبدوا أن هؤلاء القمعيين فوجئوا بالشعب الذي تعرض لهم هذه الأيام كأنه ليس الشعب الذي عرفوه وامتطوه واحتقروه واستعبدوه دون أن يقول شيئا منذ قرون .

أنا لا استغرب أن لا يفهم الاستبداديون النار التي كانت تحترق تحت رماد الشعوب منذ عقود لأنها مجموعة من الساديين تعودوا ان ينظروا للخارج فقط ، للقوة التي شكوا ـ فقط ـ انها قد تهدد عروشهم ظنوا انهم يحكمون الغطاء على الشعب ،

فمنذ اليوم الأول للثورة التونسية ونحن نرى أكبر كم من الاستغراب الممكن على عيون بن علي وعلى عيون أعوانه كأنها تقول : هل هؤلاء هم الأشخاص الذين يستقبلونني دائما بيافطات كبيرة ـ إلى الأمام يا قائد المسيرة المظفر ـ ،

في مصر لا يخفى على الجميع كيف هي نظرات جميع عناصر النظام ، فالرعب والاستغراب مقروء على عيونهم بشكل واضح رغم لغتهم الشديدة والمهددة أحيانا ـ مما يوضح المرض السادي المعضل الذي لم يتخلوا عنه حتى في أيامهم الأخيرة ـ إلا ان الواضح أنها ليست عيونهم الاستبدادية المعروفة والتي تأمر دون كلام ، الواضح أن خططهم ارتبكت وانعكس ذالك على مجازر الجمعة الأولى بواسطة الشرطة ومجازر الأربعاء والخميس بواسطة اللصوص الهمجيين الذين يعكسون المستوى الحقيقي لمن أرسلهم ، الذي لا يفهمه هؤلاء هو أن من يقارعونهم الآن بإحدى أكثر الوسائل إزعاجا ـ الاحتجاجات السلمية ـ ليس الشعب الذي عرفوه ، ليس الشعب الذي يخاف التهديد أو التحايل أو المكر ، مطالبهم واضحة ، لا يريدون تغيير الحكومة ولا التزامات أخرى ولا مسرحيات سخيفة ، لأن هذا الشعب خرج بعد أن فهم حق الفهم من يثور ضده ، عرف أساليبه وإجرامه وطرقه وخوفه على عكس الإستبداديين الذين لم " يفهموا " ولم يعرفوا بعد من هو هذا الشعب الذي ثار ضدهم ، لذالك توقعوا الكثير من التخبط في الأيام القليلة القادمة قبل أن "يفهم" أن الصلاحية قد انتهت ولا يمكن تمديدها من جديد .

الشعوب على ما يبدو تقوم كالصاعق حين تحدد أنها قد أكتفت وحين تخرج تكون صلاحية الاستبداد قد انتهت ، وحين تنتهي تلك الصلاحية لا يمكن تغييرها إلا بالفهم والاستفادة من الوقت وحزم الأمتعة والبحث عن مكان يرعى الاستبداد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق