الاثنين، 6 أغسطس 2012

كذبات ابي بدر الكبرى



حين نتحدث عن المسرحية التي يقيمها "الجنرال" كل عام بتاريخ ذكرى انقلابه على الديمقراطية وفرض نفسه على الشعب بالقوة فسنتعب كثيرا من احصاء بنك الاخطاء اللغوية ومخارج الحروف فقط ، انها ليلة كاملة من البطش في اللغة العربية ـ فوحدها قد تأخذ منا زمنا ـ
البعض أعاد ذالك الى كونه لا يتكلم لغة الضاد ـ اللغة العربية ـ بل يتكلم لغة "الداد" ، على كل حال هو مبحث طويل ومتشعب من بات يتصيد سقطات الجنرال اللغوية ، لو أخذنا مبحثا آخر وهو الكذب المباشر والفاضح والجو المسرحي المتكلف السخيف الذي يوضح بجلاء أنهم قوم لو رماهم الشعب ذات يوم في البحر فلن ينجحوا في ممارسة المسرح  أبدا ـ ليس عملهم البديل ـ



·      كذبات ابي بدر :
سأحاول ترتيب بعض الكذبات أولا في قصاصات هنا :
1 ـ لقد تحدث الجنرال عن الصحة محصيا التقدم المهول فيها لكنه اختصرها على جلب مجموعة ـ اجهزة سكانير وأجهزة رنين مغناطيسي ــ :
الخدمات الصحية تكون أحسن في وجود الضروريات والمواد الأولية ، مثلا في الحالات المستعجلة بالمستشفى الوطني اكبر المرافق الصحية في البلد يوجد 15 سريرا تقريبا وقد تصل عدد الحالات فيه 40 حالة وربما 100 في حالة الحوادث الذريعة فاحشة الكثرة التي تحصل على الطرق العمومية التي يفاخر بإنشائها لتتقعر بعد اسبوع او اسبوعين وتصبح غير قابلة للاستعمال الطبيعي ـ نحن نستعملها للحاجة فقط ـ ، فلا توجد صيانة للطرق ـ
في المجال الصحي أيضا ، الأجهزة الضرورية والبسيطة جدا غير متوفرة مثلا جهاز تخطيط القلب وهو جهاز بسيط الى ابعد الحدود لا يتوفر مثلا في قسم الامراض الباطنية ، لو احتاجوا له فعليهم استعارته من قسم القلب وان وجدوه مشغولا فعليهم الانتظار ـ يذكرني بالمسئولين الحكوميين ـ .
التجهيزات الأخرى البسيطة غير متوفرة مجانا للمرضى كالحقن والضمادات وأدوات الخياطة كل هذه الأدوات تباع للمرضى وهم غالبا من أكثر ما يكون عليه المرء من الفقر المدقع ـ يا رئيس الفقراء ـ ، هذه الأشياء التافهة توفرها جميع المستشفيات في العالم واغلب الحالات هم بحاجة اليها .

2 ـ كذبة أخرى بخصوص اتفاقيات الصيد : الجنرال أكد ان ميزة الاتفاقية الجديدة مع الاتحاد الاوروبي هي كونها اتفاقية لسنتين مع الكثير من الاجحاف في الشروط على كاهل الاوروبيين وأكد انها تشبه تماما اتفاقية الصيد الصينية ، رغم ان الاتفاقية الصينية هي لـ 25  سنة وفيها من التخفيضات والتجاوزات وخفض الجناح والإعفاء الضريبي ـ حدث ولا حرج ـ

3 ـ الغريب أنه مصر على التغافل ، مصر على أن موريتانيا لا تعيش جفافا شديدا أهلك الحرث والنسل ، وأدى الى نفوق آلاف الحيوانات وغلاء أسعار الأعلاف التي زادتها خطة أمل ولم تنقصها ،،، لا! ، ويقول بكل تبجح بضحكته العامية التي تشبه ضحكة "دجينكات" ان الجفاف موجود فقط في أذهان "المعاردة" ، والسبب انهم منعوا من الفساد .

4 ـ قال أيضا أن القمع غير موجود بالمرة في موريتانيا ثم كذب نفسه فيما بعد وقال أن للدولة هيبتها و انها لن تقبل بأي اعتصام او مظاهرة سلمية غير مرخصة واضعا ذالك في خانة التخريب ، في سياق حديثه أكد انه مستعد للقتل في سبيل قمع المظاهرات حين قال "يقتل الناس في المظاهرات وذالك بسيط " ، نسي أن هيبة الدولة سقطت يوم أنقلب على رئيس منتخب ، وان هيبة الدولة سقطت حين يكون رئيسها يلحن بطريقة فجة في العربية ، وأن هيبة الدولة سقطت حين يستفرد شخص بكل صغيرة وكبيرة من أمرها ، وان هيبة الدولة سقطت حين يكون ابن رئيسها شخصا ارهابيا بلطجيا يقتل الناس في الشوارع دون رادع ، وان هيبة الدولة سقطت حين تنهب بشكل منظم من المؤسسات متعددة الجنسية ، وان هيبة الدولة تكون أسقط حين يقتل المواطنون في سبيل استثمارات الاجانب الظالمة لهم ولحقوقهم ،، هيبة الدولة سقطت .

5 ـ الجنرال ، اما مصاب بالزيهمر أو يظن ان الشعب مصاب به ، ليس معقولا أن يتهم خصومه بأنهم كانوا منتفعين من النظام السابق وان ذالك هو سبب معارضتهم لهم لأنهم كانوا منتفعين من وضعية الفساد السابقة ، هل نسي ببساطة أنه هو الحارس الشخصي لمعاوية وقائد حرسه ومهندس الكثير من العمليات لحمايته ؟ هل نسي أن في صفه السغير ولد امبارك صاحب فضيحة تسريب الباكلوريا و لمرابط ولد سيدي محمود و محمد محمود ولد عبدي والشيخ العافية ولد محمد خونة ، أي غيلان أكبر من هؤلاء نهبا وفسادا ؟ !  وأي شخص كان أقرب لمعاوية وفساده منك ؟

6 ـ الجنرال قال أن برنامجه تحقق منه 70 في المائة ، لا أذكر أني قرأت برنامجه ولا أذكر أن للجنرال خبرة في الحساب بحيث يستخرج نسبة مئوية لما أنجز ، وهذا الرقم سخيف جدا فتحقيق 20 بالمائة من برنامج رئاسي طموح ينعكس بشكل ثوري وواضح على أوضاع الشعب المعيشية ، كتب الاستاذ محمد لمين ولد الفاظل تغريدة ساخرة حول الموضوع " في نصف مأموريته حقق من برنامجه 70 في المائة ، مع نهاية مأموريته سيكون قد حقق 150 بالمائة " ، الجنرال نفسه قال أن هذه الأرقام معترف بها فقط من قبل "المخلصين له J "
7 ـ لا يزال الجنرال يصر ان لدينا اكتفاء في الطاقة الكهربائية وعاصمتينا تشهدان انقطاعات متكررة في الكهرباء خصوصا في رمضان .

8 ـ في آخر المهرجان شكر الجمهور الغوغائي على هدوءه ، هذه كذبة بسيطة لو قورنت بجو الكذب الذي انتشر

·      الجانب المسرحي :
لم يكن الجانب المسرحي بعيدا بل كان حاضرا بشكل كبير ، بشكل متكلف و مضحك أحيانا قليلة ، اذكر الآن اعادة الجنرال لنفس كلمات بنه في مسرحيته الاذاعية التي بثتها الاذاعة الرسمية كثيرا وكأن نصف خطابه ولقائه بالشعب كتبه من المسرحية أو كان يستمع لها باستمرار .
هناك متصل قال كلمتين وانقطع عنه الاتصال ذالك كان جانبا مسرحيا بامتياز ليظهر للناس ان هناك من يتصل ليشتم ، السبب الذي وصلت فيه لهذا الاستنتاج هو ان هناك ما يزيد على مائة ألف شخص كان بوده ان يقول له كذبت ، كل بطريقته ولو كان الاتصال مفتوحا لأغرقت كل الخطوط وبالاتصالات .
الهرج والمرج والغوغائيين الذين أحضرهم معه ليصوروا جوا من التأييد يذكر بالتجهيزات النازية لخطابات ومهرجانات هتلر ،
اعترضت مراسلة الجزيرة زينب من اربيه على عدم فتح المجال امامهم ليسألوا ، نعم لقد احضر مجموعة من الصحفيين وفتح المجال بكثرة امام بعضهم وأعطي للبعض الفرصة مرتين فقط كحال مراسلة الجزيرة .
كثرة التهرب من الاجابة المباشرة على الاسئلة التي تدرب عليها الجنرال جيدا قبل اللقاء ـ على ما يبدو ـ منها الاجابة على أسئلة تتعلق بالكهرباء أو ذهاب الوزراء في الدعاية السياسية ، كان دائما يتهرب على طريقة اجابة سؤال غير محرج و ترك السؤال المحرج ، او القاء اللوم على المعارضة بدل الاجابة المباشرة . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق