"مقال كنت قد كتبته يوم هروب بن أعلي من الشعب التونسي على صفحتي على الفيس بوك http://www.facebook.com/note.php?note_id=147560188630868 أعيد نفض الغبار عنه بمناسبة الذكرى الأولى لكسر القيد التونسي "
لا يوجد يوم فكرت فيه بطريقة عادية دون أن ادخل عليه بعض الأفكار الخيالية ، كنت دائما أحب التوسع في الخيال والتصورات التي تنتشلني من أهم شيء أتابعه أو أعمل عليه ، تخيلت يوما تصورات عن المستقبل العربي مع افتراض أن التقدم أمر واقع ـ كنت فقط أتخيل كيف لو استيقظنا بعد 1000 عام من الثلاجات التي أعدت لنا بعد أن ربحنا اليانصيب الذي يسمح لشخص واحد من العالم كله خاصية التجميد لألف سنة ـ لاشك أنها قصص مثيرة تلك التي حدثت بعدنا كيف لأحفادنا أن يتمكنوا من العودة وتجديد الوعي والتفكير والسيطرة والتقدم من جديد وتوليد عقول تفهم أن كل شيء في أوطاننا هو ملك الشعب وليس منة من الحاكم يشكر عليه إن قام بخدمات ب 1% من أموال الدولة في مصلحة الشعب وتحويل الباقي إلى حساباته ،
صدقوني كثيرا ما أفكر هكذا .
ـ توقعت أن يقوم ثائر بالتضحية بروحه وينزع الأمر بالقوة بعد الكثير من العمليات السرية والتنظيم ثم يعيد أموال الشعب إلى الشعب وقرار الشعب إلى الشعب ـ ثم تابعت ـ لاشك انه موجود ذالك الشخص الذي قد يفعلها لكن المشكلة أن الطحالب ستعيد التفافها بالنظام وبالبركة التي يصدر منها القرار لتوهمهم أن العش أخضر وأن الجميع بخير ، شيئا فشيئا ، يوما فشهرا فعاما فيخلف الرجل ابنه وتزدهر الطحالب وتعود البركة إلى أول صفر حسب به عمر سابقتها ، أكون حينها قد تعبت من متابعة التفكير في هذه الدوامة التي لا حل لها ـ وبطبيعتي لا أحب الطحالب ـ
ـ توقعت أن تحدث أزمة اقتصادية تقضي على كل العرب جوعا ويعود الجميع إلى عصر اكتشاف الرغيف ، تضعف نزوة حب السلطة ، تسقط الأصنام الحاكمة بعد أن يموت الشعب ـ على رأي عادل إمام ـ ، التفكير في هذه كيفية الحلول شيء صعب ويأتي بالكثير من عفن الخيال .
توقعت الكثير لكني لم أتوقع يوما أن يخرج شعب عربي على حاكمه ويخرجه من قصره جهارا نهارا ، لأني أعرف كيف يفكر المواطن العربي ـ أنا مثلا لن أخرج في مظاهرات قد تضرب فيها النيران ـ هل أنا مجنون ؟! أبدا ، هكذا يفكر الجميع ـ هنا ـ لكنني عرفت القصة التي ستحكى علي :
الشعب التونسي يخرج بالمئات للشارع تنديدا بالجوع ، يخرج بالآلاف تنديدا بالألم ، تخرج تونس كلها تنديدا بالملل من النظام من الظلم من التهميش من الدكتاتورية من السرقة والنهب من التجويع ـ تخرج من عبادة الأصنام ـ ثم تعيد صياغة نفسها بنفسها ـ هنا استقلت تونس ـ .
سأحتفظ بمراهنتي على أن يخرج شعب آخر لنفسي ، لكني أراهن أن الطحالب الآن ترتجف .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق