الاثنين، 12 مارس 2012

السوبر "ياي بوي"




بائعة الشاي قبالة سوق العاصمة التي تنتهز فرصة متعهدي خيام المشوي التي كانت تناقش المجموعة الجالسة بشأن مسيرة المعارضة أكدت أن ذالك يعني أن الحكومة ستوزع قطعا ارضية وان ذالك سيكون فرصة جيدة لها ولمثيلاتها .
كنت أعرف الكثير عن النظام الحاكم من غباء وهدايا يقدمها لقوى التغيير، لكني كنت على قناعة أنه سيغير في كل مرة أو هذه ـ على الأقل ـ بالذات منهجه في التصدي لمسيرة أرقته كثيرا وارتكب أثناء التفاعل معها أشكالا واصنافا من الأخطاء الفادحة ، من قبيل البيانات ذات الأسلوب والمحتوى السوقي التي صدرت من جهات عليا ورسمية في أحد أكبر وأهم الأحزاب الداعمة لنظام الجنرال "عزيز" ، كل شيء مهما كان ركيكا غير مستغرب عندي ، وقد أكدت كثيرا لزملائي في حركة 25 فبراير أننا نقوم بجهد كبير لكن النظام يتحمل عنا الجهد الأكبر بهداياه التي يقدم دائما .

كل شيء ليس مستغربا مني مهما كان ركيكا أو سوقيا لكني أيضا من مبدأ إحترام الخصم كنت كل مرة أتوقع فريقا يجتمع ويقوم بالتخطيط لكل صغيرة وكبيرة قد تحدث وكيفية التعامل معها وكل إحتمالات رد الفعل الناتجة عن أي فعل لإفشال أي تحرك ، نعم فريق من النوع الذي يضع عشرات الهواتف قربه ولديه خبراء في التخطيط وكيفية مواجهة المظاهرات وطبعا يكون قلقا كلما كانت مظاهرة مناهضة وسلمية في آن واحد لأنها تحد من صلاحياته القمعية الممكنة ، نعم صدقوني هذا ما أتوقعه منهم دائما وأخشى أن أترك هذا التوقع وأستهين بخصمي الذي أحرق الأخضر واليابس وقضى على كل جميل في هذا البلد .

لأني أنطلق دائما من نفس التصور الذي يحوي في إحتراما للخصم أن هناك فريقا مدربا بإمتياز على مواجهة الإحتجاجات ، تصورت أن الفريق أجتمع ووضع السؤال الأهم "كيف نوقف المسيرة أو نجعلها فضيحة من حيث الجمع ؟ " ، أتصور أيضا تدخلات من نوع : "تركز المعارضة في تعبئتها على .... " "فرضية عدم الترخيص ، " ، أو أشياء منطقية من تلك الفرضيات التي تبنى عليها خطط المواجهة لكن الطريف أن فريق المخططين حتى لو كان جمع كل الفرضيات وكان ذكيا خلف الكواليس خرج لنا بحل نكتة حق لها أن تحتل نكتة الموسم ، لقد افترض هذا النظام ان كل المشاكل الموجودة في هذا الوطن لديها حل واحد وهو "ياي بوي" ، أن كل المظاهرات التي لاتقمع بأدوات القمع الأصلية يمكن أن تقمع بـ "ياي بوي" .

تصوروا معي كم هو مضحك أن تعمل دوائر الدولة وتسخر لأيام من أجل وضع خطة أمنية لثني الشعب عن التظاهر ثم لايجد هذا الفريق ـ المضحك ـ من الخطط إلا توزيع "ياي بوي" ، إنه السلاح الخفي الذي أفرزته عبقرية هؤلاء إثر تقييمهم لشعبهم ، إنه السلاح الخارق الذي أعتمدوا عليه في إفشال مسيرة المنسقية التي تميزت بحضور وافر من الناس التي لاتنتمي سياسيا لأي حزب من الأحزاب المنظمة للمسيرة ، بل هو شعب تألم كثيرا ويبحث عن بصيص أمل يخلصه من سياسات التجويع المتلاحقة عليه ، لكل ذالك أستخدموا السلاح الفتاك "السوبر ياي بوي"

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ياي بوي : نوع رديء من السمك يقوم نظام الجنرال بتقسيمه على الفقراء لثنيهم عن المشاركة في المسيرات أو الأنشطة المناهضة له .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق