الثلاثاء، 8 يناير 2013

القضية المنسية




قد لا أكون مبالغا لو قلت أننا في حالة تقصير دائم وفي حالة اهتمام تعادل الصفر في تعاطينا وتفاعلنا مع قضية شعبنا ونصفنا الثاني في الصحراء الغربية ، لست مستغربا طبعا فلقد وصلت منذ فترة لقناعة تامة أنه لا مكان في قلوب الكثير منا لتفاعل مع مشاكله الشخصية أو الاهتمام بها فكيف بالاهتمام بمشاكل الآخرين ، رغم ذلك انا على قناعة تامة ان هناك لحظة صحوة حين تتضح الصورة للجميع وحين يعرف الجميع مكانه الحقيقي من الأحداث والقضايا لاشك سيتغير ذلك لست متسرعا ولست قانطا من أن يتأثر الناس بقضاياهم وقضايا المظلومين في العالم .
منذ أعوام الاستقلال والشعب الصحراوي تحت طائلة العقاب الجماعي الذي تقع تحته الشعوب المستعمرة حيث تم تقسيمه إلى فئات لكل منها قصة معاناته الخاصة لن أدعي أني سآتي بها هنا أو حتى ألقي عليها الضوء بالشكل المطلوب لكن سأحاول :
ـــ الباقون على الأرض : يعاني الصحراويين الذين لم يهجروا عن أرضهم وبقوا تحت وصاية "الملك" أصناف العذاب والضغوط والإذلال يأتي في مقدمتها مصادرة الرأي وعدم السماح لهم بأي مستوى من حرية التعبير عن الرأي أو الهوية ثم الاستنزاف المستمر لثرواتهم الطبيعية وزرع الإرهاب البوليسي داخل عائلاتهم وحياة الرعب الدائمة في واقعهم حيث لا حقوق أبدا ، فأنت حين تكون صحراويا فذاك يكفي لتكون متهما ومدانا حتى لو كنت شخصا بريئا او غير مبالي ، وتعتبر المطالبة بأبسط الحقوق من قبل الصحراويين ترفا غير مستحق لذلك يعاقبون بأشد قسوة ممكنة يتضرر من تلك القسوة الجميع في توزيع عادل منقطع النظير لتلك القسوة (نساء ، رجال ، شيوخ ، وحتى الأطفال) ـ كما تبين الصور التالية ,

                          



    
المهجرون : وهم بمئات الآلاف حكمت عليهم الظروف والواقع الاقليمي أن لا يعيشوا على أرضهم كراما فنزحوا الى مخيمات خارجه يعيشون على المساعدات ـ إن وجدت ـ في شظف بكل المقاييس وفي كل مجالات الحياة انطلاقا من الغذاء وحتى التعليم توجد فيهم قصص انسانية تدمي القلب فقد حدثني احد الاخوة الصحراويين ان أمه لم تلتقي بإخوتها وأهلها منذ النزوح الأول وحتى يومنا هذا أي منذ سبعينات القرن الماضي والمؤلم أن هذه ليست قصص أشخاص معدودين بل هي قصة شعب كامل تم تقسيمه وفصله عن ذويه وأهله لعمر يصل الأربعين سنة ولكم أن تتصوروا أحدكم في تلك المأساة وأحكموا بأنفسكم .

قضية الصحراء والصحراويين ليست مجرد قضية سياسية وصراع نفوذ ومصالح فقط وليست مجرد مشكلة اقليمية تتنازع فيها دول بعض الأراضي المليئة بالخيرات ، إنها اكبر معمل للظلم والحيف وانتهاك حقوق الانسان واللعب على العواطف والكذب والتدليس والقتل والنهب والسلب في العالم . نعم انها ذلك المعمل .


وأخيرا : ( طبعا لن أعتذر عن فظاعة الصور لأنكم لستم مرهفي الأحاسيس لتلك الدرجة  وأيضا لأن هذه الصور مختارة من بين مجموعة من الصور أفظع بمراحل )

هناك 4 تعليقات:

  1. كان الله في عونهم فهذا واقع مرير

    ردحذف
  2. شكرا ... لأنك ذكرتنا بهذا الجرح النازف فينا .. وصدمتنا بصورنا دماء و أشلاء و كرامة مسكوبة على قارعة الطريق...شكرا لانك أريتنا أنا هناك تحت الاحتلال أو في الشتات و أنا مهما تغاضينا المعنيون بشقاء أشقائنا قبل أي كان ... شكرا لك و نصر من الله لهم

    ردحذف
  3. هذا هو فعل الشرفاء لا حول ولا قوة إلا بالله

    ردحذف
  4. موريتانية صحراوية10 يناير 2013 في 12:57 م

    جزاك الله خيراا و صدقني وانا اقرأ هذا المقال خنقتني العبرات, انه لواقع مؤلم,وانا اتحدث من تجربة شخصية , وسأزيدك من الألم غصة: رغم التهجير والشتات والحرمان من ابسط الحقوق...ومسلسل العنف الذي لا نهاية له, ورغم حرمانهم من جامعات تضمن لابناء تلك المناطق اكمال تعليمهم بكرامة ...وبعد ان يتركوا الاهل والوطن من اجل اكمال دراستهم الجامعية يجبرون على الدراسة في جامعات معينة ممتلئة عن اخرها مع مستوى تعليمي متدني وبمنحة ضئيلة وفي اجواء من العنصرية من قبل سكان تلك المدن ...حتى ان بعض العائلات تجبر بناتها على خلع بسبب التحرش والاعتداءات المتكررة التي يتعرضن لها لا لسبب سوى انهن صحراويات ...اخي انه لشيء محزن,شعب بكامله يعيش الخوف ويتعايش معه ويتنفس القهر كالهواء....واااغربتاه

    ردحذف