الاثنين، 18 فبراير 2013

حركة 25 فبراير (الأهداف)




1

يلف الغموض مستقبل الدول التي تنطلق في عفوية ودون تنظيم أو ثوابت لأنها بلدان تعصف بها الأغراض و تمشي وفق أهواء الانتهازيين الذين ينخرون فيها دون رادع .. هذه الدول لا يمكن تحديد مستقبلها القريب فكيف بالبعيد فهي دائما على كف عفريت .
تعاني موريتانيا  نفس المشكلة ، فالشعب لا يملك كبير اهتمام ببلده رغم أنه المتضرر الأكبر في حالة الكوارث لأن الزمن والفساد المتأصل والجهل بالمفاهيم أثبت عنده أن هذه البلد ليست بلده بل بلد لمن يحكمها وله أن يحدد مصيرها ومصير أهلها كيف شاء ،
 والمشهد السياسي والغ في تقديس الأشخاص ، ربما مر ذلك المشهد ذات فترة بالتعلق بالمبادئ لكنها مبادئ ظلت تذوب في تمثل الأشخاص حتى صارت المبادئ عبارة عن مجموعة أشخاص ... قد يكونون أشخاصا طيبين لكنهم يبقون في الأخير بشرا .
موريتانيا تعاني المشاكل الأعظم على كل المستويات والأصعدة وخصوصا الحرجة منها (صحة ، تأمين غذائي ، تعليم ، بطالة) وظلت تلك المشاكل تتفاقم رغم كل ادعاءات الاصلاح وأيضا رغم ادعاءات الغنى المهول والموارد التي تتمتع بها البلاد ــ باتفاق الجميع ـــ ورغم كل ذلك لازالت نفس المشاكل تستفحل .
الرؤية المقاومة في 25 فبراير تعيد الأمر إلى انعدام مؤسسات حقيقية للدولة تضمن سير القانون على الجميع ونظام رقابة ومحاسبة حقيقي على كل من يتصدر لتسيير البلد .
 (طبعا لا أحتاج القول أنه لم تخلق تلك المؤسسات الحقيقية بعد لأن ما نشاهده اليوم من مؤسسات هو مؤسسات للجنرال عزيز وما شاهدناه قبله كانت مؤسسات لمعاوية وحتى ما كان قبل ذلك كانت مؤسسات للحاكم حيث هو ، وتغيب الرقابة والمحاسبة في ذلك إلا حسب ما يشتهيه مالك هذه المؤسسات .)
وهنا تكمن ضرورة بناء "دولة المؤسسات والقانون" التي تجعل الجميع تحت القانون بما في ذلك المسيرين الذين يجب تقييد طمعهم بأنظمة مراقبة ومحاسبة حقيقية .

2

كبلد متعدد الأعراق والطوائف وشهد الكثير من الأحداث العنصرية المأساوية ولازال يشهد يوما بعد يوم تنامي الكراهية على أساس اللون والعرق يجب أن نعيد النظر إلى أي مصير نحن سائرون ؟
على مر تاريخنا المعاصر وقعت كميات هائلة من الظلم الجماعي على الموريتانيين سواء في عيشهم أو كرامتهم وإنسانيتهم ،
وكان أكبر ظلم يمكن أن يقع عليهم إضافة لذلك تعمد اثارة النعرات والكراهية والتفرقة بينهم ، بين جميع أعراقهم ـ أولا ـ ثم قبائلهم ثم أسرهم ــ حتى !ــ  .. ظل مسلسل الكراهية والتشرذم مستمرا ، وقد تكون الأسباب بينة ــ شيئا ما ـــ  وهي أن لا يتكون مجتمع متماسك وقوي قد توازي قوته قوة الشخص "الحاكم" ، ولازال تلك العنصرية والكراهية تتأجج يوما بعد يوم دون وضوح لما قد تسفر عنه الأيام من أشياء مؤسفة جدا ما لم تحدث حلول للأمر ،
لازال الكثير من الموريتانيين يخوضون حروبا وهمية متطرفة في أذهانهم وأحيانا في أقوالهم ان لم تصل لحدود الأفعال دون وضوح لما قد تسفر عنه الايام من أشياء مؤسفة .
ولازالت الأنظمة العسكرية المتتالية تتفرج على المشهد يتسع ويتعمق حتى اذا هدأ مرة رمت عود ثقاب جديد لإشعال النفوس ــ المتعبة ــ دون اهتمام بما قد تسفر عنه الأيام من أشياء مؤسفة .
إنها دولة الشخص أو الأشخاص هي التي أورثتنا تلك المشاكل الجدية والحقيقية فلو كانت لدينا دولة القانون والعدل لما وصلنا لهذه الدرجة المخيفة والظلامية حقا ، كما أن حل تلك المشاكل ـــ وهو في مصلحة الجميع بالمناسبة وليس مصلحة عرق بعينه ـــ لن يكون إلا بتلك الدولة أي دولة القانون والعدل وكل تأخير فيها يعمق المشكلة ويزيدها تشعبا على ما هي عليه الآن .
إن دولة القانون والمؤسسات الحقيقية والمؤسسة تأسيسا سليما هي الهدف الذي تصب فيه حلول جميع مشاكلنا ، قد لا تبدأ العلاج من الدقيقة الأولى لكنها قطعا هي الخطوة الأولى والأشمل للعلاج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق