كم كان مشهدا مهيبا وبهيا يوم 12 من
مارس 2012، لقد أصبت بالقشعريرة وأنا أرى سيولا جارفة من البشر الحالمين بخلاص بلادهم
من لوبيات الفساد المعششة في مفاصل الحكم في البلاد والمحميين بواجهة عسكرية
لازالت تشكل القوة الأهم في المعادلة السياسية ، حين وصلنا الشارع المؤدي للقصر
الرئاسي كانت هناك عزم ورغبة شديدة لدى الكثير من الشباب في مواصلة الطريق وانتزاع
القصر ممن لا يستحق التواجد فيه .
أذكر يومها حين وقف الجنرال يرعد ويزبد في انواذيبو وقد بدا على حقيقته شيئا ما، بعيدا عن هيبة البروتوكول - والذي أشفق على
الذين يدربونه عليه حقيقة -،
قال يومها بملء عقيرته أن هؤلاء "العجائز" يريدون من يعتقلهم ويدخلهم السجون لكنه لن يفعل ذلك ،وقبل أيام قليلة كرر الجنرال تدليلا على "ديمقراطيته" نفس المقولة وهي أنه لم يعتقل سياسيا ولم يسجن بسبب الرأي، الحقيقة أن كل تصريحات الجنرال تدل دائما على أنه وكل حواشيه وفطرياته جاهلون تماما بمعنى الديمقراطية وأهم أسسها وهي تنوع الصلاحيات ،
قال يومها بملء عقيرته أن هؤلاء "العجائز" يريدون من يعتقلهم ويدخلهم السجون لكنه لن يفعل ذلك ،وقبل أيام قليلة كرر الجنرال تدليلا على "ديمقراطيته" نفس المقولة وهي أنه لم يعتقل سياسيا ولم يسجن بسبب الرأي، الحقيقة أن كل تصريحات الجنرال تدل دائما على أنه وكل حواشيه وفطرياته جاهلون تماما بمعنى الديمقراطية وأهم أسسها وهي تنوع الصلاحيات ،
فالرئيس الذي يمكنه حبس أي شخص في أي
وقت – ثم يختار هو فقط بمحض إرادته أن لا يفعل – هو قطعا ليس في دولة ديمقراطية
تحترم التخصصات وتوكل سجن الناس وتجريمهم وتبرئتهم لقضاء مستقل ، لكن هذه اللمحة
ليست هي الأولى والأخيرة من هفوات المسرحية الديمقراطية الشاذة التي يلعبها اليوم
عسكري انقلابي انقلب على رئيس مدني منتخب ،
في شهر مارس الماضي نظم الجنرال
لقاءا مع بعض الفتية الذين تم اختيارهم بطريقة ما فيما سمي ب "لقاء
الشباب" وكانت هناك ورشات عمل ومسرحية بفصول شبه متقنة مع أداء جيد لكل
المتكلمين إلا قليلا منهم، ممن تعلق بالثقافة الأحمدواهية السائدة، لكن فصلا مهما في المسرحية غاب تماما عن أداء الجنرال حين تعهد بتنفيذ كل الورشات التي افرزها الشباب في عهدته
ناسيا أن فصول المسرحية من المفترض أن تتضمن ظهوره غير واثق من النجاح في الانتخابات لأنها
تحوي الكثير من الاحتمالات ولأن هذه هي طبيعة الديمقراطية الحقيقية .
لكن، مهلا .... لماذا نتبع الهفوات البسيطة
للجنرال الذي قام بانقلاب تطور تبريره كل مرة مع تطور صياغة رجال الجنرال "المدنيين" لحيثياته؟!،
الخطاب الذي بدأ وبلسان الجنرال ـــ شخصيا ــــــ غير مرتكز إلا على ردة الفعل على عزله وثلة من
قطيعه الخاص في الجيش من مناصبهم في قيادة الجيش حيث يتحكمون في كامل مقدرات وسلطات البلد من خلالها، في
نفس اليوم تعهد الجنرال أنه سيوزع النزر القليل من "العدل" المتوفر في
جيبه، والآن بعد 7 سنوات من تطوير طحالبه للخطاب السياسي لجنرالهم الانقلابي لازالت الهفوات الكبيرة تظهر باستمرار، أنظروا معي هذه الصورة
- ركزوا في تاريخ المسابقة -
في الصورة السابقة عجز منظموا
المسابقة الرمضانية أن يلاحظوا أنه ولكي تكون المسرحية مخرجة بشكل جيد فعليهم في هذه
الفترة بالذات أن يوهموا الناس أن ولد عبد العزيز ليس رئيس الجمهورية بل
"رئيس مجلس الشيوخ" وذلك بما ينص عليه دستورنا المضحك .
ومع كل هذا سيستمر الجنرال في سبك خيوط
مسرحيته السخيفة مستعينا ببعض الفطريات السامة على بلادنا والذين اختاروا جيوبهم على
ضمائرهم وغذى كذبهم وخداعهم استفحال عاهة نفوسهم ، لكنها ستظل دائما مسرحية سخيفة
وسهلة الكشف وسيبقى الأمر شبيها بالغراب الذي حاول تقليد مشية طائر الرخمة فلم يستطع ونسي مشيته .
لذلك نحن نقاطع ، لأن الديمقراطية
تأتي قبل الانتخابات ولا تأتي بمجرد إجراء انتخابات ضد من لديه مال الدولة وكل
منافذ السلطة ومقدراتها لدرجة أن بإمكانه أن يسجن ما يشاء وقت ما يريد أو
باستطاعته الالتزام بتنفيذ أي شيء في أي وقت بما في ذلك مابعد انتهاء مأموريته أو
يرعى مسابقات في الفترة التي لا يكون فيها رئيسا بنص الدستور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق