ولدت في نهاية
السبعينات من القرن الماضي وعاشت حياتها في التداول بين الأحياء الشعبية حتى أتى
أهلها القرار في الدايات الثلاثة بعرفات وهو كحي كأحياء عرفات حيث الأغلبية
الفقيرة التي تسكن في دور تشبه العشش البالية (حسب الرؤية من فوق والتي يوفرها
برنامج جووجل ايرث) مع وجود أقلية من الفلل الفارهة التي تعكر نسق هذا المشهد
المعبر عن حالات البؤس.
تمر قصة قتل عطية
بمراحل يمر بها كل من يموت على أديم هذه الأرض والتي من النادر أن يموت فيها شخص
إلا قتلا ضحية تزوير الأدوية أو نقص المعدات أو أطباء ببلاد سائبة لا يخشون فيها
رقابة قضائية أو بحفر كبيرة وسط الشوارع التي لا تعرف الصيانة اليها طريقا حتى
تصير رمادا أو مواد غذائية فاسدة .
مرت عطية في أول مرحلة
من مراحل قتلها بعملية جراحية في مركز الاستطباب الوطني وصفتها احدى المقربات منها
بالبسيطة غير أنها فشلت مخلفة جرحا ملتهبا وحمى تؤدي إلى الاغماء أحيانا الأمر
الذي أثر فيما بعد على تصرفاتها أحيانا .
في شهر اغسطس غمر الماء
نواكشوط العاصمة الوحيدة في العالم التي لا يوجد فيها صرف صحي وبضع مليمترات من
المطر كفيلة بجعلها مدينة منكوبة وهي
النكبة التي كانت مجالا للسباق السياسي ووضع النظريات والحلول الارتجالية التي
نتميز بها سواء من دعا كحل للنكبة إلى بناء عاصمة جديدة وهجر نواكشوط أو الذي حمل
الأنظمة السابقة المسئولية لوحدهم، وفي غمرة تلك العشوائية والارتجالية تم حفر برك
عملاقة على بعد مائتي متر من الأحياء السكنية دون وجود أي حواجز دونه .
خرجت عطية وهي ـ
بالمناسبة ـ بائعة خضروات في "سوق الحموم" ليلة الأربعاء قبل الماضية
بعد قبل أو بعد منتصف الليل بقليل من بيت أهلها واختفت تماما لعدة أيام رغم البحث
عنها في جميع الأماكن التي تخطر على بال ذويها ونشروا بلاغات عنها في وسائل
الاعلام وتم اكتشاف جثتها في البرك التي وضعت متنفسا للمياه التي تغمر مقاطعة
عرفات ، الأمر الذي يشير إلى أنها توفيت اثر سقوطها في احدى البرك الغير مؤمنة في
تلك المنطقة وحسب الدكتور الذي عاينها .
ذوت جثة القتيلة ومسح
أهلها الدموع وعادوا إلى حياة الروتين وينساها أحبابها وتختفي من الذاكرة شيئا
فشيئا لكن الأسباب التي أنهت حياتها في شبابها ستبقى ماثلة وستزداد في ظل العبثية
والارتجال والظروف القاتلة التي تتطور يوما بعد يوم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق